من جابرييلا باكزينسكا
صوفيا (رويترز) - دعا الاتحاد الأوروبي يوم الخميس إلى استئناف سريع لمحادثات السلام السورية برعاية الأمم المتحدة مدفوعا بالقلق من جهود روسيا لإحكام قبضة حليفها الرئيس بشار الأسد على السلطة.
ولم تحقق محادثات الأمم المتحدة التي عقدت في جنيف تقدما يذكر في سبع سنوات من الحرب، إذ واجهت مشكلات في جمع وفدي الحكومة والمعارضة في غرفة واحدة، قبل أن تصل إلى طريق مسدود في ديسمبر كانون الأول الماضي.
وتروج موسكو لمحادثات سلام بديلة في آستانة هي وتركيا التي تدعم جماعات في المعارضة السورية المسلحة في الحرب الأهلية السورية متعددة الأطراف.
وساعد التدخل العسكري لروسيا وإيران في الحرب الأسد في استعادة السيطرة على مناطق شاسعة من البلاد لكن الأمم المتحدة تقول إن فبراير شباط شهد بعض أسوأ المعارك في سوريا منذ اندلاع العنف في مارس آذار 2011.
وعقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بلغاريا يوم الخميس أول مناقشات موسعة لهم عن سوريا فيما يقرب من عام.
وقالت فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي "سنناقش كيف نحشد الدعم الإنساني لكن أيضا كيف نستخدم قوة الاتحاد الأوروبي لدعم العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة التي تواجه أوقاتا عصيبة في هذه الأسابيع".
وستستضيف موجيريني مؤتمرا دوليا بشأن سوريا في بروكسل في أبريل نيسان في محاولة لدعم عملية السلام المتداعية وللسعي إلى المزيد من التعهدات بتقديم مساعدات إنسانية. وخيم هجوم كيماوي في سوريا على الاجتماع السابق المماثل للاتحاد الأوروبي في 2017.
وقالت فرنسا هذا الأسبوع إنها ستوجه ضربات للحكومة السورية إذا شنت هجمات جديدة بأسلحة كيماوية. وقال العديد من وزراء الاتحاد الأوروبي للصحفيين على هامش اجتماع يوم الخميس إن على الأمم المتحدة التعامل مع مثل تلك الوقائع.
* مساعدات
لا تظهر أي إشارات على أن الصراع في طريقه للتراجع فيما تدعم قوى إقليمية وعالمية أطرافا متحاربة في حرب بالوكالة. وتسببت الحرب التي توشك على بدء عامها الثامن في مقتل مئات الآلاف وشردت الملايين.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان للصحفيين "المأساة تتواصل... من المهم استئناف عملية جنيف في أسرع وقت ممكن".
ولم يلعب الاتحاد الأوروبي إلا دورا هامشيا حتى الآن في جهود حل الصراع السوري. لكن التكتل يحاول استخدام صفته كأكبر جهة متبرعة بالمساعدات في العالم للحصول على مزيد من النفوذ. وقال الاتحاد إنه لن يشارك في تمويل إعادة إعمار (DU:EMAR) سوريا إذا سحقت موسكو ودمشق معارضي الأسد لضمان بقائه في السلطة.
وقصفت قوات الحكومة السورية في الآونة الأخيرة آخر معقلين كبيرين للمعارضة المسلحة بالبلاد في الغوطة الشرقية وفي محافظة إدلب شمال غرب البلاد.
ودفعت الأوضاع الإنسانية المأساوية في المناطق المحاصرة مجلس الأمن الدولي إلى مناقشات هذا الشهر بشأن إعلان وقف إطلاق نار لمدة شهر للسماح بتوصيل المساعدات وإجلاء المرضى والمصابين.
وقال مازن درويش، وهو محام سوري وناشط، لرويترز بعد مناقشات مع دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي في بروكسل هذا الشهر إن المطالبات المستمرة بزيادة المساعدات الإنسانية للسوريين لا تعني استخدام أموال إعادة الإعمال كسلاح وأضاف أنه يريد أن تستخدم تلك الأموال في خدمة أهداف أخلاقية بدلا من أن يستخدمها "النظام" كسلاح.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)