من ليزا بارينجتون وإلن فرنسيس
بيروت (رويترز) - حثت جماعة حزب الله اللبنانية يوم الجمعة لبنان على اتخاذ موقف قوي في نزاعها البحري مع إسرائيل على موارد الطاقة وحذرت من أنها قد تتخذ إجراءات ضد منشآت النفط الإسرائيلية إذا لزم الأمر في الوقت الذي تتوسط فيه الولايات المتحدة بين البلدين.
وفي كلمة بثها التلفزيون قال حسن نصر الله الأمين العام لجماعة حزب الله المدعومة من إيران "المعركة على البلوك رقم 9 اليوم هي معركة كل لبنان"
وأضاف "نحن في هذه تحت الأمر إذا مجلس الدفاع الأعلى اللبناني يأخذ قرارا أن محطات الغاز والنفط الفلانية في البحر الفلسطيني ممنوع أن تعمل أنا أعدكم خلال ساعات قليلة لا تعود تشتغل".
ويتوسط دبلوماسيون أمريكيون بين لبنان وإسرائيل بعد تصاعد التوتر بسبب جدار إسرائيلي على الحدود وترسانة أسلحة حزب الله المتنامية.
وقال نصر الله إن المياه اللبنانية وجهود التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة الواقعة على امتداد الحدود البحرية المتنازع عليها باتت القضية الأكثر إلحاحا.
ووقع كونسورتيوم يضم توتال (PA:TOTF) الفرنسية وإيني الإيطالية ونوفاتك الروسية الأسبوع الماضي اتفاقيتين للتنقيب والإنتاج بخصوص منطقتي امتياز بحريتين في أول جولة تراخيص بحرية للنفط والغاز يطرحها لبنان.
جاءت كلمة نصر الله بعد أن اجتمع قادة لبنانيون كبار مع مبعوث أمريكي يوم الجمعة لمناقشة القضية. وقال مسؤول لبناني كبير للدبلوماسي إن الاقتراحات الأمريكية الحالية لحل قضية الطاقة غير مقبولة.
وجماعة حزب الله الشيعية القوية تشارك في الحكومة الائتلافية التي تشمل معظم الأحزاب السياسية الرئيسية في البلاد.
وترى إسرائيل حزب الله أكبر تهديد أمني لحدودها وتراه الولايات المتحدة منظمة إرهابية. لكن واشنطن تدعم أيضا الجيش اللبناني وتدعم قواته كثقل موازن لحزب الله.
وقال نصر الله إن المسؤولين اللبنانيين ينبغي ألا يخشوا قوة إسرائيل العسكرية لكن عليهم أن يحذروا المسؤولين الأمريكيين من قوة حزب الله. وقال أيضا إن الولايات المتحدة ليست وسيطا نزيها وإن المسؤولين اللبنانيين لا يجب أن ينخدعوا بوساطتها.
وأضاف "إذا أتى الأمريكي يقول عليكم أن تسمعوا لي لأرد إسرائيل قولوا له عليك أن تقبل مطالبنا لنرد حزب الله عن إسرائيل... الثروة النفطية في جنوب لبنان اليوم هي للبنانيين جميعا وملكا لهم".
* "غير مقبول"
زار وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لبنان يوم الخميس وقال إن الولايات المتحدة تتواصل مع لبنان وإسرائيل لضمان استمرار الهدوء في منطقة الحدود.
وبعد زيارته، التقى القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأمريكي ديفيد ساترفيلد مع كبار المسؤولين اللبنانيين يوم الجمعة.
لكن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أكد أن "المطروح غير مقبول".
وكان يشير على ما يبدو إلى خط لترسيم الحدود البحرية اقترحه الدبلوماسي الأمريكي فريدريك هوف في 2012. ويعطي هذا الخط لبنان نحو ثلثي مثلث بحري متنازع عليه تبلغ مساحته نحو 860 كيلومترا ويعطي إسرائيل نحوم الثلث.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن بري أصر خلال اللقاء مع ساترفيلد على أنه يجب ترسيم الحدود البحرية عبر لجنة ثلاثية منبثقة عن اتفاق لوقف إطلاق النار في 1996.
وأضاف أنه يريد عملية على غرار ما حصل بالنسبة للخط الأزرق الحدودي الذي رسمته الأمم المتحدة بين إسرائيل ولبنان والذي يمثل حدود الانسحاب العسكري الإسرائيلي من جنوب لبنان في عام 2000.
ويتطلع لبنان إلى التنقيب عن موارد الطاقة في مياهه لأن دولا أخرى وجدت النفط والغاز بالمنطقة في 2009 لكن خططه تأجلت بسبب الشلل السياسي في بيروت.
واستأنف لبنان عملية طرح عطاءات لخمس مناطق من عشر مناطق بحرية من بينها ثلاث مناطق على الحدود المتنازع عليها مع إسرائيل في العام الماضي بعد اتفاق سياسي أدى إلى تشكيل حكومة جديدة.
ولدى لبنان أحد أعلى معدلات الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي في العالم ونموه الاقتصادي ضعيف جدا.
ويقع جزء من إحدى المناطق، البلوك رقم 9، في مياه محل نزاع مع إسرائيل. ووصف وزير إسرائيلي قرار التنقيب هناك بأنه "استفزازي جدا".
وقال وزير الطاقة اللبناني سيزار أبي خليل إن النزاع مع إسرائيل لن يمنع لبنان من الاستفادة من الاحتياطيات المحتملة تحت البحر في منطقة الامتياز 9 محل النزاع، بينما قالت شركة توتال، التي تدير الكونسورتيوم، إنها ستحفر أول بئر في الامتياز قرب المنطقة المتنازع عليها.
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)