من جون أيرش
طهران (رويترز) - زار وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إيران يوم الاثنين ليشدد على التزام أوروبا باتفاق نووي أدى إلى فتح الاقتصاد الإيراني أمام الاستثمارات فيما كرر أيضا مخاوف أمريكية بشأن برنامج طهران الصاروخي ودورها في صراعات إقليمية.
ويسعى لو دريان لإنقاذ الاتفاق النووي الذي هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب منه إلا إذا ساهم حلفاء بلاده الأوروبيون في "إصلاحه" بإجبار إيران على تغيير سلوكها في مجالات أخرى قبل موعد نهائي في 12 مايو أيار.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي "لن نكون مبعوثين لدونالد ترامب أو محامين للدفاع عن إيران. لدينا مخاوفنا الخاصة..."
وتقول فرنسا إن إيران بحاجة إلى التعامل مع المخاوف بشأن برنامجها الصاروخي الباليستي وإلا ستخاطر بالتعرض لعقوبات جديدة. ولا يشمل الاتفاق النووي بنودا تخص برنامج الصواريخ الباليستية وتقول إيران إنها لن ترضخ للضغوط الغربية لوقفه.
وذكرت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء أن علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي قال للو دريان "برنامجنا الصاروخي... يتسق مع سياستنا الدفاعية التي لا تشكل أي تهديد لأي دولة".
ونقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية قبل ذلك عن متحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية قوله "البرنامج الصاروخي الإيراني سيستمر دون توقف وليس من حق القوى الأجنبية التدخل في هذا الأمر".
وكان رد فعل وسائل الإعلام الناطقة بلسان المحافظين في إيران غاضبا إزاء تصريحات لو دريان وظهرت عناوين مثل "ضيف فظ" و"أسلحة الفتنة الجماعية تسقط على إيران" مع تسليط الضوء على إصرار إيران على المضي قدما في برنامجها الصاروخي.
وقالت وكالة فارس للأنباء إن مجموعة من المحافظين تجمعوا في مطار مهرآباد للاحتجاج على زيارة لو دريان.
وأدى الاتفاق المبرم عام 2015 بين فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين والولايات المتحدة إلى تخفيف العقوبات الاقتصادية عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي مما سمح لطهران بإجراء محادثات مع أوروبا بشأن التجارة لأول مرة منذ سنوات.
* بطء في تحقق المكاسب الاقتصادية
على عكس توقعات الكثيرين فشل الاتفاق النووي الذي يعد من أبرز انجازات الرئيس حسن روحاني في تحقيق مكاسب اقتصادية فورية.
وبعد الاتفاق النووي سارعت فرنسا إلى إعادة العلاقات التجارية. ووقعت شركة ايرباص لصناعة الطائرات وشركة توتال (PA:TOTF) للنفط وشركتا بيجو ورينو لصناعة السيارات اتفاقات وكلها معرضة للخطر إذا انسحب ترامب من الاتفاق.
وفي محاولة للحفاظ على تأييد ترامب انتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برنامج إيران للصواريخ الباليستية وأثار احتمال فرض عقوبات جديدة.
وعشية زيارة لو دريان نقل مكتب ماكرون يوم الأحد عنه قوله لروحاني إن فرنسا تتوقع من إيران أن تقدم "مساهمة بناءة" في تسوية أزمات الشرق الأوسط.
وتدعم طهران الرئيس السوري بشار الأسد ضد المعارضة المسلحة التي تضم جماعات يدعمها الغرب كما تدعم جماعة حزب الله اللبنانية عدو إسرائيل.
وقال مسؤولون فرنسيون إن فرنسا حثت واشنطن على النظر إلى الاتفاق النووي بعيدا عن أنشطة إيران في المنطقة وبرنامجها الصاروخي وسيشدد لو دريان على التزام ماكرون بالاتفاق النووي ولاسيما مع احترام إيران لبنوده.
والتقى لو دريان بوزير الخارجية محمد جواد ظريف ومن المقرر أن يلتقي بروحاني.
وقال مسؤول قريب من روحاني إن إيران "مستعدة دائما لإجراء محادثات ولحل المشكلات من خلال الدبلوماسية... ولكن هذا لا يعني أننا سنرضخ للضغوط غير العادلة على حقوقنا الحتمية سواء كانت دفاعية أو أي شيء آخر".
وتقول فرنسا إن إيران ملتزمة بشروط الاتفاق النووي إلا أنها قد لا تكون ملتزمة بجزء في قرار الأمم المتحدة رقم 2231 يطالبها بكبح أنشطتها الصاروخية الباليستية المصممة لحمل رؤوس نووية.
ويدعم القرار الاتفاق النووي، الذي لا يشير بدوره بشكل واضح إلى البرنامج الباليستي، ولكن من غير الواضح ما إذا كانت صياغته تلزم طهران بمتطلبات تتعلق بالصواريخ.
وقال المصدر الدبلوماسي الفرنسي "فيما يتعلق بالصواريخ الباليستية لا يتوافق البرنامج الإيراني مع القرار 2231 ونشعر بقلق خاص إزاء نقل القدرة على تصنيع صواريخ باليستية إلى أطراف إقليمية وبهذا نعني حزب الله".
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)