من كريسبيان بالمر وستيف شيرر
روما (رويترز) - طالب حزب رابطة الشمال المناهض للاتحاد الأوروبي يوم الاثنين بحق قيادة حكومة جديدة وقال للمستثمرين إن ليس لديهم ما يخشونه إذا تولى الحكم بعد أن جاءت نتيجة التصويت في انتخابات عامة غير حاسمة ومنحت التحالف المنتمي ليمين الوسط الذي يضم الحزب أكبر نسبة من الأصوات.
وتواجه إيطاليا فترة عدم استقرار سياسي طويلة إذ تشير النتائج الأولية للانتخابات العامة التي جرت يوم الأحد إلى أنها ستسفر عن برلمان معلق بعد أن تجاهل الناخبون الأحزاب التقليدية واحتشدوا وراء الجماعات المعارضة واليمينية المتطرفة بأعداد قياسية.
وقال زعيم الحزب ماتيو سالفيني للصحفيين في ميلانو "ليس لدى الأسواق ما تخشاه" وذلك بعد ساعات من مطالبة حركة (5-نجوم) المناهضة للمؤسسات بالحق في الحكم بعد أن حققت أعلى نسبة من الأصوات كحزب منفرد.
وانخفضت الأسهم والسندات واليورو بسبب احتمالات تشكيل حكومة بقيادة أحزاب مناهضة للاتحاد الأوروبي وعدت بزيادة الإنفاق.
وانتقد سالفيني، الذي يتجه تحالف حزبه لتحقيق نحو 37 بالمئة من الأصوات، القيود التي تفرضها العملة الموحدة والاتحاد الأوروبي على الميزانيات القومية للدول الأعضاء.
وقال "اليورو كان ولا يزال غلطة" لكنه أضاف أن إجراء استفتاء على بقاء بلاده في منطقة اليورو أمر غير مطروح.
ومع إحصاء أغلب الأصوات وتوقع النتائج النهائية يوم الاثنين يبدو من المؤكد تقريبا ألا يتمكن أي من الأحزاب الثلاثة الرئيسية من الحكم بمفرده أو العودة لحكومة من الأحزاب الرئيسية بما يضع الاتحاد الأوروبي في معضلة.
وتشير النتائج إلى تحقيق التحالف الذي يضم الرابطة وحزب إيطاليا إلى الأمام الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكوني أكبر عدد من الأصوات وللمرة الأولى تتصدر الرابطة قائمة الشركاء في التحالف.
والسيناريوهات المرجحة حاليا أن تسفر الانتخابات عن تشكيل ائتلاف غير متحمس للاتحاد الأوروبي سيتحدى على الأرجح قيود الميزانية التي يفرضها الاتحاد كما سيكون أقل اهتماما بتعزيز الاندماج الأوروبي. أما السيناريو الثاني فهو إجراء انتخابات جديدة.
وكانت حركة (5-نجوم) أكبر فائز في انتخابات يوم الأحد وكانت التوقعات تشير إلى حصولها على ثلث الأصوات ارتفاعا من 25 بالمئة حصلت عليها في الانتخابات السابقة مما يجعلها طرفا مهما في أي محادثات مستقبلية لتشكيل ائتلاف حاكم.
وقال ريكاردو فراكارو العضو البارز بالحركة "لن يتمكن أي طرف من الحكم دون حركة (5-نجوم)".
وتابع "سنتحمل مسؤولية تشكيل هذه الحكومة ولكن بطريقة مختلفة. سنجري محادثات مع جميع الأحزاب بشأن ما تحتاجه هذه البلاد".
وجاء الحزب الديمقراطي الذي حكم منذ عام 2013 كأكبر خاسر في الانتخابات وقالت وكالة الأنباء الإيطالية يوم الاثنين إن رئيس الوزراء السابق ماتيو رينتسي استقال من زعامة الحزب.
وقال متحدث باسم رينتسي إنه ليس على دراية بأي شيء يتعلق بهذا القرار مضيفا أن رينتسي سيلقي خطابا في الخامسة مساء بالتوقيت المحلي (1600 بتوقيت جرينتش).
ورغم تحقيقه انتعاشا اقتصاديا متواضعا جاء ائتلاف يسار الوسط الحاكم في المركز الثالث بسبب الغضب الشعبي جراء استمرار الفقر ومعدل البطالة المرتفع وتدفق أكثر من 600 ألف من المهاجرين على البلاد خلال السنوات الأربع المنصرمة.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)