الرياض (رويترز) - قالت مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي) يوم الاثنين إنها قررت إيقاف العمل باتفاقيات إعادة الشراء (الريبو) لآجال سبعة أيام و28 يوما و90 يوما، بعدما نزلت أسعار فائدة سوق النقد القصيرة الأجل في السعودية إلى ما دون الأسعار الأمريكية للمرة الأولى في تسع سنوات.
وعزت المؤسسة في بيان مقتضب إيقاف العمل باتفاقيات إعادة الشراء إلى "انتفاء الحاجة لها في ظل التطورات الراهنة ولتعزيز الاستقرار النقدي".
وربما يشير قرار البنك المركزي إلى أنه لا يريد استمرار الهبوط الحاد لأسعار الفائدة السعودية مقارنة مع الأسعار الأمريكية.
وبلغ سعر الفائدة المعروض بين البنوك السعودية لأجل ثلاثة أشهر يوم الاثنين عشر نقاط أساس دون نظيره الأمريكي، وهو أضعف هامش منذ منتصف 2009 حين شوهت الأزمة المالية العالمية أسعار الفائدة.
وفي نهاية 2016 بلغ سعر الفائدة السعودي 104 نقاط أساس فوق الأمريكي. وقد يزيد الهامش السلبي الضغوط التي تدفع إلى نزوح التدفقات الرأسمالية من السعودية، وهو ما تحرص السلطات على تجنبه في الوقت الذي تسعى فيه لتمويل مشروعات استثمارية محلية.
واتفاقيات إعادة الشراء هي وسيلة يقرض بها المركزي البنوك أموالا قصيرة الأجل. وحين بدأ العمل باتفاقيات إعادة الشراء في أواخر 2016 كان النظام المصرفي السعودي يواجه أزمة سيولة بسبب تدني أسعار النفط وكانت السلطات تكافح لمنع ارتفاع أسعار الفائدة أكثر من اللازم.
لكن في الأشهر الأخيرة، تحسنت السيولة محليا وانخفضت أسعار الفائدة في سوق النقد القصيرة الأجل بسبب إجراءات التقشف التي قلصت عجز الموازنة الحكومية وتباطؤ الاقتصاد الذي قلص الطلب على القروض واقتراض الحكومة الكثيف من الخارج.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت السعودية أنها ستزيد قيمة إعادة تمويل قرض دولي من عشرة مليارات دولار إلى 16 مليارا.
وسيبقي البنك المركزي على خيار استخدام اتفاقيات إعادة الشراء لأجل يوم واحد، والتي استغلها في السابق لسد أي نقص مفاجئ في السيولة بالبنوك.
(تغطية صحفية مروة رشاد - إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية)