من إسماعيل صميم
قندهار(أفغانستان) (رويترز) - شكرية جان... شرطية في جنوب أفغانستان ضمن قوة نسائية صغيرة تعمل في أحد أكثر المجتمعات تحفظا وفي ظل مناخ أمني صعب.
وبحكم عملها في إقليم قندهار أحد معاقل حركة طالبان، لا تواجه شكرية خطر هجمات المتشددين فحسب بل تصطدم أيضا بضغوط شديدة في مجتمع يرى الكثيرون فيه أن مكان المرأة هو المنزل.
وأحيت أفغانستان يوم المرأة العالمي بخطابات رسمية وبيانات لزعماء من بينهم الرئيس أشرف عبد الغني.
لكن التحديات بالنسبة لمن هن على شاكلة شكرية تتجاوز الكلام المعسول. فبحكم كونها أرملة وأما لأربعة أبناء فهي عائل الأسرة بعدما قتل زوجها الذي كان شرطيا هو الآخر أثناء الخدمة.
وقالت شكرية "نصبت طالبان كمينا وقتلت زوجي الذي كان يخدم في صفوف الشرطة".
وتابعت "وبعد ذلك قررت أن أنضم للشرطة لأحصل على دخل من أجل أطفالي الأربعة وللمساهمة أيضا في خدمة بلادي. لذلك أخدم الآن في الشرطة مثلما فعل زوجي".
ويمثل ضم المزيد من النساء إلى صفوف قوات الأمن أولوية لحكومة عبد الغني المدعومة من الغرب لكن المهمة ليست سهلة كما أن منشآت تدريب النساء قليلة.
وفي إطار استراتيجية الشرطة الوطنية، تنوي الحكومة تجنيد 5000 شرطية على مدى السنوات الخمس المقبلة. وسافرت 190 امرأة إلى تركيا العام الماضي للتدريب.
ويقول القادة إن الشرطيات يلعبن دورا ضروريا في مناطق لا يمكن للرجال دخولها وخلال التعامل مع النساء عند نقاط التفتيش. وأصبح هناك نحو 110 شرطيات أفغانيات في قندهار الآن ويخدمن في مواقع من بينها مطار المدينة.
وقال عبد الباقي وهو قائد للشرطة المحلية في قندهار "لم يكن لدينا في الماضي شرطة نسائية وواجهتنا مشاكل كثيرة خاصة عند تفتيش المنازل وما إلى ذلك من عمليات".
وتحصل شكرية على راتب أقل من 200 دولار شهريا، ومن مهام عملها الحديث مع النساء اللاتي ليس بوسعهن في المجتمع المحافظ بجنوب أفغانستان الحديث إلى رجال من غير أقاربهن.
وتجري شكرية أيضا عمليات التفتيش الذاتي للنساء بعد أن أصبحت هذه الإجراءات منذ وقت طويل جزءا من الحياة اليومية للأفغان.
وتقول شكرية إن عملها ليس مجرد وسيلة لكسب العيش وإطعام أبنائها.
وتضيف "أشعر أنني أخدم أفغانستان".
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير سها جادو) OLMEWORLD Reuters Arabic Online Report World News 20180309T063601+0000