من سيمون كارو
ليل (فرنسا) (رويترز) - اقترحت مارين لوبان زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا يوم الأحد تغيير اسم حزبها "الجبهة الوطنية" إلى "التجمع الوطني" في محاولة للتخلص من اسم يربطه كثير من الناخبين بالعنصرية ومعاداة السامية ومن أجل تسهيل تشكيل تحالفات مع أحزاب أخرى.
وقالت لوبان في مؤتمر للحزب يهدف إلى تأكيد سلطتها في أعقاب هزيمتها أمام الرئيس إيمانويل ماكرون في مايو أيار الماضي إن أولوية الحزب يجب أن تكون الوصول إلى الحكم وهو ما لا يمكن تحقيقه بدون تشكيل ائتلاف مع حلفاء.
وقالت أمام أعضاء بالحزب تجمعوا في مدينة ليل "هدفنا واضح: الوصول إلى الحكم". وكان الأعضاء يهللون لخطابها الذي انتقد الهجرة والعولمة وأوروبا الاتحادية.
وأضافت "نحن في الأصل حزب معارض ...الآن يجب ألا يكون هناك شك في أننا يمكن أن نكون حزبا حاكما".
وتابعت لوبان أن الاسم الجديد الذي يعني التجمع أو الاتحاد يستهدف إظهار رغبة الحزب في حشد الأحزاب الأخرى خلفه والتخلص من المعني العدائي للاسم القديم للجبهة.
وفي تنازل واضح للحرس القديم قالت لوبان إن الحزب سيحتفظ بشعاره وهو عبارة عن شعلة بالألوان الأحمر والأبيض والأزرق.
وطبقا للأرقام التي أعلنها الحزب حظيت فكرة تغيير اسم الحزب بموافقة أغلبية محدودة من أعضاء الجبهة الوطنية حيث أيدها 52 في المئة فقط يوم السبت. وسوف يصوتون مجددا عبر البريد على الاسم الجديد للحزب.
كان الزعيم المخضرم لليمين المتطرف في فرنسا جان ماري لوبان (89 عاما) الذي أسس الحزب عام 1972 قد وصف في مقابلة مع رويترز الشهر الماضي تغيير اسم الحزب بأنه "انتحار" سياسي.
وقالت مارين لوبان "اسم الجبهة الوطنية يحمل تاريخا مجيدا لا ينبغي لأحد أن ينكره... لكنكم تعلمون أنه يشكل للعديد من الفرنسيين عقبة نفسية."
وفي كلمتها انتقدت لوبان حزب ماكرون (إلى الأمام) قائلة إنه يجسد انفصال أنصار العولمة عن جذور فرنسا.
وأضافت "في فرنسا ماكرون، فإن التحرك إلى الأمام يعني أن يكون المرء بدويا تماما مثل المهاجرين والمتهربين من الضرائب".
وبرغم خسارتها للانتخابات الرئاسية العام الماضي، إلا أن جهود مارين لوبان لتحسين صورة الحزب قد أتت بثمارها إلى حد ما. فقد حصدت ثلث الأصوات في جولة الإعادة، أي ما يقرب من ضعف ما حققه والدها في السنوات الأربعين التي قضاها في رئاسة الحزب.
وبعد الانتخابات خففت مارين لوبان من موقفها المناهض لليورو الذي أثبت أنه لا يحظى بشعبية خارج الكتلة التصويتية الرئيسية لحزبها وأعادت تركيز جهودها على قضايا الهجرة والأمن مثلما فعلت أحزاب أقصى اليمين في أوروبا.
وأعيد انتخاب مارين لوبان بنسبة مئة في المئة من الأصوات نظرا لعدم ترشح أي أحد آخر لمنافستها على زعامة الحزب.
(اعداد أحمد حسن للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)