من ستيف شيرر
روما (رويترز) - قال موظفو إغاثة إن شابا إريتريا يبلغ من العمر 22 عاما توفي بمرض السل الذي تفاقم بسبب سوء التغذية الحاد عقب إنقاذه من البحر ونقله إلى إيطاليا مما يكشف إلى أي مدى يواجه المهاجرون في ليبيا ظروفا سيئة.
وتجمعت أعداد كبيرة من المهاجرين في ليبيا خلال السنوات الأخيرة على أمل عبور البحر المتوسط إلى أوروبا، ويصل كثيرون ممن نجوا من الغرق إلى إيطاليا وهم في حالة بدنية مروعة.
ويوم الاثنين، نقلت سفينة تديرها جماعة بروأكتيفا أوبن أرمس الخيرية الإسبانية 93 شخصا منهم الشاب الإريتري إلى إيطاليا بعد إنقاذهم من زورق مطاطي قبالة سواحل ليبيا في اليوم السابق. ونزل الشاب واسمه سيجان في ميناء بوزالو بجزيرة صقلية في جنوب إيطاليا.
وقال روبرتو أماتونا رئيس بلدية بوزالو ورئيس وحدة الطوارئ بالمستشفى المحلي إن الشاب الذي انخفض وزنه إلى 35 كيلوجراما رغم أن طوله يصل إلى 170 سنتيمترا احتاج للمساعدة كي يتمكن من السير، ونقل على الفور إلى مستشفى حيث أعلنت وفاته بعد أقل من 12 ساعة.
وقال أماتونا لرويترز "بدا وكأنه جاء من معسكر اعتقال. كل اللاجئين الذين وصلوا يوم الاثنين عبارة عن جلود وعظام. وعضلاتهم هزيلة. من الواضح أن الظروف في ليبيا غير إنسانية".
ورتب مهربو البشر في ليبيا رحلات بحرية لمئات الآلاف من المهاجرين خلال الأعوام الأربعة الأخيرة لكن عددها تراجع بشكل جذري منذ يوليو تموز منذ ساهمت إيطاليا والاتحاد الأوروبي في دعم خفر السواحل الليبي وفي ظل مساعي من بعض الجماعات المسلحة المحلية لوقف تهريب البشر.
* محاصرون
ذكرت بيانات رسمية أن أعداد الوافدين على إيطاليا من ليبيا تراجعت أكثر من 72 في المئة هذا العام مقارنة بالعام السابق وهو ما يعني أن الكثير من المهاجرين حوصروا في ليبيا لفترات أطول من ذي قبل.
وقال ماركو روتونو المسؤول بمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة "المهاجرون أبلغوني أنهم مكثوا في ليبيا فترة أطول مما كنت أسمع في العام الماضي".
وقال سيجان للطبيب على متن سفينة بروأكتيفا إنه ظل في ليبيا 18 شهرا تقريبا.
ونقلت منظمة ميدو الخيرية التي توفر دعما نفسيا للوافدين إلى مدينة بوزالو عن مهاجرين سافروا مع سيجان إن المهربين احتجزوهم في مخزن كبير لعدة أشهر حيث جرى تعذيبهم وضربهم. وقال المهاجرون لمنظمة ميدو إنهم دفعوا للمهربين نحو 1500 دولار لعبور البحر.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن مئات الآلاف من المهاجرين لا يزالون في ليبيا. ويقول المهاجرون الذين ينجحون في الوصول إلى إيطاليا إنهم تعرضوا للابتزاز والضرب والتعذيب والاغتصاب والجوع وأجبروا على العمل دون أجر.
وقال كريستوف بايتو رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في ليبيا إنه حتى الذين يقيمون في مراكز احتجاز مرخصة أو يتحركون بحرية داخل ليبيا لا تتوفر لديهم فرص الحصول على الرعاية الصحية ويعتمدون على وكالات أجنبية ليس لها وجود كبير على الأرض.
وقال بايتو "ترى أناسا في الشوارع لشهور. وترى أناسا يعانون من سوء تغذية، وترتبط الأمراض في الأساس بنقص المعايير الصحية - جرب وإسهال وعدوى جلدية. بعد ذلك، يوجد ما لا تراه وهو الجانب النفسي والذي اعتقد أنه مهم جدا".
وقال ألبرتو باربيري مدير منظمة ميدو لرويترز إن وفاة سيجان تثبت صحة بيانات جمعتها ميدو خلال الأعوام الأربعة الأخيرة.
ويقول 70 في المئة من المهاجرين الذين قابلتهم المنظمة إنهم حرموا من الغذاء والماء خلال وجودهم في ليبيا. وقال باربيري "توفي عدد آخر كبير في ليبيا ولا نعرف عنهم شيئا".
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)