من أندرو أوزبورن وكريستيان لو
موسكو (رويترز) - حقق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم الأحد ليعاد انتخابه لست سنوات أخرى على رأس السلطة في وقت تتخذ علاقاته مع الغرب مسارا عدائيا.
وسيمدد فوز بوتين هيمنته السياسية على روسيا إلى نحو ربع قرن حتى عام 2024 وحينها سيكون في الحادية والسبعين من العمر ليصبح ثاني أطول زعماء الكرملين بقاء في الحكم بعد الديكتاتور السوفيتي جوزيف ستالين.
وتعهد بوتين بأن يعمل خلال فترته الرئاسية الجديدة على تعزيز دفاعات روسيا في مواجهة الغرب ورفع مستوى المعيشة.
وفي نتيجة متوقعة على نطاق واسع أعلنت اللجنة المركزية للانتخابات بعد فرز كل الأصوات تقريبا فوز بوتين، الذي يحكم روسيا كرئيس أو كرئيس وزراء منذ عام 1999، بنسبة 76.66 في المئة.
وفي خطاب النصر الذي ألقاه قرب الميدان الأحمر مساء الأحد قال بوتين لحشد متهلل إنه يعتبر الفوز تصويتا بالثقة على ما حققه من انجازات في ظروف صعبة.
وقال بوتين "من المهم جدا أن نحافظ على هذه الوحدة. سنفكر في مستقبل وطننا العظيم" وبعدها ردد الجماهير خلفه هتاف "روسيا!". وأبلغ اجتماعا لأنصاره بعد ذلك أنه يتوقع أوقات صعبة لكن روسيا لديها فرصة لتحقيق "انفراجة".
وبتأييد من تلفزيون الدولة والحزب الحاكم واستطلاعات الرأي التي منحته شعبية بلغت 80 في المئة تقريبا لم يواجه بوتين تهديدا يذكر من منافسيه السبع في الانتخابات.
وحصل أقرب منافسيه مرشح الحزب الشيوعي بافل جرودينين على 11.8 في المئة من الأصوات وفقا للنتائج شبه النهائية بينما حصل المرشح القومي فلاديمير جيرينوفسكي على 5.6 في المئة. ومنع أشد معارضيه أليكسي نافالني الذي يقود حملة لمناهضة الفساد من خوض الانتخابات.
ويقول معارضون إن مسؤولين أجبروا الناس على الذهاب لمراكز الاقتراع لضمان إلا يؤدي عدم وجود منافسة حقيقية إلى انخفاض نسبة الإقبال على التصويت.
وتشير البيانات شبه النهائية إلى أن نسبة الإقبال بلغت 67.47 في المئة وهو ما يقل قليلا عن نسبة 70 في المئة التي قال الإعلام الروسي إن مؤسسة الرئاسة تتطلع إليها.
وقالت اللجنة المركزية للانتخابات صباح الاثنين إنها لم تسجل أي شكاوى خطيرة بشأن وقوع انتهاكات وأضافت أن هذه الانتخابات شهدت تقريبا نصف عدد المخالفات التي وردت في الانتخابات الأخيرة في عام 2012.
ومن المرجح إجراء تعديل حكومي بعد تنصيب بوتين في مايو أيار.
وليس من الواضح إلى متى سيبقى بوتين في الحكم.
ولا يسمح الدستور ببقاء الرئيس سوى لفترتين متتاليتين الأمر الذي سيلزم بوتين بترك المنصب في نهاية ولايته الجديدة كما فعل عام 2008 بعد أن قضى فترتين مدة كل منهما أربع سنوات. وتم تمديد الفترة الرئاسية إلى ست سنوات اعتبارا من 2012.
وبعد إعلان فوزه مساء الأحد ضحك الرئيس الروسي من سؤال عما إذا كان سيترشح لفترة رئاسية أخرى بعد عام 2024.
ورد بوتين على الصحفي الذي سأله هذا السؤال قائلا "دعنا نحسبها. هل تعتقد أنني سأظل (في السلطة) حتى أبلغ من العمر مئة عام؟" ووصف السؤال بأنه "مُضحك".
(إعداد سها جادو للنشرة العربية - تحرير لبنى صبري)