أنقرة (رويترز) - قالت تركيا يوم الاثنين إن قواتها ستنسحب من منطقة عفرين الحدودية السورية تاركة إياها "لأصحابها الحقيقيين" بعد طرد "الإرهابيين" منها.
ودخلت تركيا وحلفاؤها من المعارضة السورية إلى مدينة عفرين عاصمة المنطقة التي تحمل نفس الاسم يوم الأحد ورفعوا أعلامهم في وسط المدينة معلنين سيطرتهم التامة عليها بعد حملة ضد وحدات حماية الشعب الكردية استمرت ثمانية أسابيع.
وقال بكر بوزداج نائب رئيس الوزراء التركي للصحفيين "لن نبقى إلى الأبد هناك (في عفرين). ولسنا غزاة بالتأكيد. هدفنا إعادة المنطقة مجددا إلى أصحابها الحقيقيين بعد تطهيرها من الإرهابيين".
وفتح القتال في عفرين التي كانت ذات يوم جيبا مستقرا في شمال غرب سوريا جبهة جديدة في الحرب الأهلية السورية المتعددة الأطراف وسلط الضوء على الدور الذي تلعبه القوى الأجنبية مثل تركيا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أكثر من 150 ألفا فروا من عفرين خلال الأيام الماضية.
وقال بوزداج إن سيطرة تركيا على مدينة عفرين في إطار "عملية غصن الزيتون" قلصت بشكل كبير التهديدات على حدودها.
وهذه هي عملية تركيا الثانية في سوريا خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ سبع سنوات.
واستهدفت العملية الأولى واسمها "درع الفرات" ما قالت أنقرة إنه "ممر للإرهاب" مؤلف من مقاتلين تابعين لتنظيم الدولة الإسلامية ومقاتلين أكراد إلى الشرق من عفرين على امتداد حدود تركيا الجنوبية مع سوريا.
وبعد انتهاء عملية درع الفرات في أوائل عام 2017 أسست تركيا أنظمة حكم محلية على الأراضي التي جرت استعادتها وامتدت من المنطقة المحيطة بأعزاز، إلى الشمال الشرقي من عفرين، وحتى نهر الفرات وتحميها قوات تركية متمركزة هناك.
وقال بوزداج إن تركيا تهدف الآن إلى تأسيس أنظمة حكم مماثلة في منطقة عفرين دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل.
وأثارت الحملة التركية على عفرين انتقادات من دول غربية منها الولايات المتحدة وفرنسا اللتان أمدتا وحدات حماية الشعب الكردية بالسلاح والتدريب. وتخشى الدولتان أن يضعف التوغل التركي الحملة الدولية ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا في جنوب شرق تركيا منذ عقود. وغضبت تركيا من دعم الغرب للمقاتلين الأكراد في سوريا.
وقال بوزداج إن تركيا جمعت "معظم" الأسلحة التي زودت الولايات المتحدة المقاتلين الأكراد بها بعد أن تركها مقاتلو وحدات حماية الشعب الكردية وراءهم عند فرارهم من المدينة.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)