من ستيف شيرر
روما (رويترز) - قالت منظمة خيرية إن محكمة إيطالية أمرت بمصادرة سفينة تابعة لها بتهمة مساعدة مهاجرين غير شرعيين بانتشالها مهاجرين من البحر المتوسط بدلا من ترك حرس السواحل الليبي يعيدهم إلى شمال أفريقيا.
وقال حرس السواحل الإيطالي إن المنظمة الخيرية الإسبانية (بروأكتيفا أوبن آرمز) انتشلت 218 مهاجرا من زوارق مطاطية غير آمنة في المياه الدولية قبالة الساحل الليبي يوم الخميس ونقلتهم إلى صقلية.
وأضاف حرس السواحل الإيطالي في بيان أن المنظمة تجاهلت رسالة من حرس السواحل الليبي يعلن فيها أنه المسؤول عن انتشال المهاجرين في هذه المنطقة من البحر.
وقالت المنظمة إن محكمة في صقلية تحفظت على السفينة في وقت متأخر من مساء يوم الأحد للاشتباه في أن أفرادا من طاقمها انتهكوا اتفاقيات دولية تتعلق بالتعامل مع المهاجرين وساعدوا مهاجرين غير شرعيين على دخول أوروبا. ولم يرد تعليق على الفور من المحكمة.
وتلقي القضية الضوء على المواجهة المشحونة للغاية بين المنظمات الإنسانية التي تسعى لإنقاذ الأرواح في البحار المفتوحة والسلطات الأوروبية التي تحاول تقليص أعداد من يقدمون على الرحلة الخطرة.
وتأتي كذلك في وقت حساس في إيطاليا حيث صوت الناخبون هذا الشهر لصالح أحزاب تنتهج مواقف متشددة من المهاجرين وتعد بترحيل مئات الألوف من المهاجرين المقيمين هناك بالفعل.
وكتب ماتيو سالفيني زعيم الرابطة الإيطالية المناهضة للمهاجرين على تويتر معلقا على قرار المحكمة "أخيرا وُجد ممثل ادعاء في إيطاليا يمنع تهريب البشر".
* إنقاذ حياة
وأصدرت بروأكتيفا تسجيلا مصورا قالت إنه يظهر صبيا جالسا في حجر والده على سفينتها بعد إنقاذهما. وقال أوسكار كامبس مؤسس المنظمة الخيرية على تويتر "ما كان ليغفر لنا لو أعدناه إلى الجحيم".
وقالت الأمم المتحدة إن المهاجرين، الذين ما زال مئات الألوف منهم في ليبيا، يواجهون ظروفا صعبة هناك. ويتحدث من تمكن منهم من العبور عن تعرضهم للاغتصاب والضرب والتعذيب والتجويع وإجبارهم على العمل دون أجر.
وقال كامبس للصحفيين يوم الاثنين في برشلونة "في مثل هذه المواقف الأولوية لإنقاذ الحياة وهذا ما فعلناه".
وأضاف "التحديات (التي يواجهها المنقذون) تتزايد. نبرة الجدل تحتدم وشهدنا حملة لنزع الشرعية عن المنظمات غير الحكومية التي تعمل في المتوسط. اليوم المنقذون أصبحوا يُتهمون جنائيا".
ورفضت محامية المنظمة روزا إيمانويلا لو فارو الاتهامات وقالت لرويترز إنها ليست على علم بأي اتفاق دولي مع ليبيا.
وهذه هي المرة الثانية التي تصادر فيها إيطاليا سفينة إنقاذ. فقد تحفظت على السفينة الألمانية لوفينتا في أغسطس آب بسبب اتهامات بمساعدة مهاجرين غير شرعيين. ونفت منظمة الإنقاذ البحري الألمانية (يوجيند ريتيت) الاتهامات وتسعى لاستعادة السفينة.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)