لندن (رويترز) - قال الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي إن طهران أحبطت كل التهديدات الإقليمية ضد الجمهورية الإسلامية فيما يتصاعد التوتر بين طهران وواشنطن بسبب نفوذ الجمهورية الإسلامية في الشرق الأوسط.
وفي رسالة بمناسبة العام الإيراني الجديد، لم يحدد خامنئي تهديدا بعينه. لكنه بدا وكأنه يشير بشكل أساسي إلى تنظيم الدولة الإسلامية الذي تصدت له قوات إيرانية في سوريا والعراق وداخل الجمهورية الإسلامية.
وتخوض إيران الشيعية أيضا صراعا على الهيمنة في المنطقة مع السعودية السنية. وامتد هذا الصراع إلى الحرب في اليمن وإلى لبنان.
وقال خامنئي في رسالة بثها التلفزيون الرسمي "أحبطت الجمهورية الإسلامية العام الماضي التهديدات الإقليمية، التي كان أحد أهدافها الإضرار بالجمهورية الإسلامية، وحولتها إلى فرص. تلك التهديدات لم تضر بلادنا لكنها تحولت إلى فرص".
وفي نوفمبر تشرين الثاني أعلنت طهران نهاية الدولة الإسلامية وأشادت بآلاف الجنود الإيرانيين الذين قتلوا وهم يحاربون التنظيم في سوريا والعراق.
وقدمت إيران دعما عسكريا حيويا للرئيس السوري بشار الأسد وساعدت القوات الحكومية على استعادة مساحات من الأراضي من المسلحين والمتشددين في الشهور الأخيرة.
وقال الرئيس حسن روحاني في رسالته بمناسبة العام الجديد "جنودنا المتواضعون ودبلوماسيونا الذين لا يكلون استطاعوا الوقوف مع شعوب العراق وسوريا ولبنان لتحقيق الاستقرار وزيادة الأمن في المنطقة".
ووصف خامنئي هزيمة الدولة الإسلامية بأنها ضربة لإسرائيل والولايات المتحدة وحلفائهما.
وتعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يعتبر إيران خطرا على أمن الشرق الأوسط، بالعمل مع دول الخليج العربية وإسرائيل لتحجيم ما يراه محاولات إيرانية لتوسيع رقعة نفوذها في المنطقة.
وأرسل ترامب تهنئة للإيرانيين الذين يحتفلون بعيد النوروز لكنه استغل الرسالة ليهاجم حكومة إيران ولا سيما الحرس الثوري الإيراني.
وهدد ترامب بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم بين القوى العالمية وطهران عام 2015 والذي قلص برنامج طهران النووي مقابل رفع عقوبات.
* "مخطط الأعداء"
قال ترامب في رسالته بمناسبة عيد النوروز إن طهران أنفقت أكثر من 16 مليار دولار لتعزيز الحكومة السورية ودعم فصائل مسلحة في سوريا والعراق واليمن.
لكن كثيرا من الإيرانيين يشعرون بالاستياء من التدخلات الخارجية ويريدون من قادتهم توفير مزيد من الوظائف في الداخل حيث وصل معدل البطالة بين الشبان إلى 25 في المئة هذا العام.
واجتاحت احتجاجات مناهضة للحكومة البلاد في ديسمبر كانون الأول طالب خلالها متظاهرون من الطبقة العاملة بوظائف ومزيد من الحريات. وأفادت تقارير بأن أعمال العنف أدت إلى مقتل 25 شخصا واعتقال قرابة خمسة الآلاف.
وقال خامنئي يوم الثلاثاء إن الاحتجاجات كانت "مخطط الأعداء ضد إيران" وإنه جرى نزع فتيلها على وجه السرعة.
لكن روحاني، الذي يتعرض لضغوط بسبب سجله الاقتصادي، اتخذ موقفا أقل حدة من المتظاهرين.
وقال "الناس قالوا إن الانتقاد والاحتجاج هو حق للشعب. لكن شعب إيران الحكيم لن يقبل الفوضى ولن يقبل العنف".
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)