يانجون (رويترز) - مثل صحفيان من رويترز في محكمة بميانمار للمرة الحادية عشرة يوم الأربعاء، وهو ما يمثل مئة يوم منذ أُلقي القبض عليهما في ديسمبر كانون الأول واُتهما بحيازة أوراق حكومية سرية.
وتعقد محكمة يانجون جلسات أولية لتقرر ما إذا كان الصحفيان وا لون (31 عاما) وكياو سوي أو (28 عاما) سيواجهان اتهامات بموجب قانون الأسرار الرسمية الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية وتصل أقصى عقوبة له إلى السجن 14 عاما.
وقال وا لون للصحفيين خلال استراحة في المحاكمة "قضينا مئة يوم في السجن...روحنا الصحفية لم تنخفض على الإطلاق رغم قضاء العديد من الأيام هناك".
وأدلى ثورا أونج (26 عاما) الشقيق الأصغر لوا لون بشهادته يوم الأربعاء، واصفا تفتيش الشرطة لمنزل العائلة مساء يوم 13 ديسمبر كانون الأول، بعد يوم من إلقاء القبض على الصحفيين.
وقال أونج إن أفراد الشرطة الذين قاموا بتفتيش المنزل الواقع في شمال يانجون لم يظهروا مذكرة تفتيش، أو يعرفوا أنفسهم أو يشرحوا سبب التفتيش، الذي صودر خلاله جهاز كمبيوتر محمول وشاحن وحقيبة وقرص صلب ومفكرة قديمة.
وتتعارض شهادته مع سو أونج الميجر بالشرطة الذي أبلغ المحكمة قبل أسبوعين أن الشرطة قدمت مذكرة إلى أسرة وا لون حين وصلت.
وقال محامي الدفاع تاو زاو أونج للصحفيين بعد الجلسة إنه بموجب قانون الإجراءات الجنائية في ميانمار فإنه يجب على أفراد الشرطة أن يعرفوا عن أنفسهم ويشرحوا أسباب التفتيش الذي يقومون به.
وقال "في الإجراءات الجنائية، يجب على ضابط التفتيش أن يظهر مذكرة التفتيش في موقع التفتيش".
وغادر كبير ممثلي الادعاء كياو مين أونج مبني المحكمة قبل أن تتمكن رويترز من طرح أسئلة عليه بعد الجلسة. وفي الجلسات السابقة امتنع عن الحديث إلى الصحفيين.
وامتنع متحدثون باسم الحكومة والشرطة عن التعقيب على القضية. وجرى تحديد موعد الجلسة القادمة في 28 مارس آذار.
وكان وا لون وكياو سوي أو يجريان تحقيقا صحفيا بشأن مقتل عشرة رجال من الروهينجا المسلمين في قرية بولاية راخين غرب ميانمار خلال حملة عسكرية جرت في أغسطس آب.
وأدت الحملة، التي قالت الأمم المتحدة إنها تطهير عرقي، إلى فرار ما يقرب من 700 ألف شخص إلى بنجلادش.
وبعد إلقاء القبض علي الصحفيين، اعترف الجيش أن جنوده شاركوا في القتل.
وأبلغ الصحفيان أقاربهما أنهما أُلقي القبض عليهما تقريبا فور أن تسلما أوراقا مطوية بعد دعوتهما إلى مطعم من قبل ضابطي شرطة لم يلتقيا بهما من قبل.
وقال ستيفن جيه. أدلر رئيس تحرير وكالة رويترز للأنباء في بيان "لقد اُحتجزا في ميانمار منذ 12 ديسمبر (كانون الأول) لمجرد أنهما قاما بعملهما كصحفيين".
وأضاف "وا لون وكياو سوي أو شخصان مثاليان ومراسلان متميزان كرسا أنفسهما لأسرتيهما وعملهما. يجب أن يكونا في غرفة الأخبار، لا في السجن. ندعو السلطات في ميانمار إلى إطلاق سراحهما بأسرع ما يمكن والسماح لهما بالعودة إلى أسرتيهما وعملهما".
كان سفير ميانمار لدى الأمم المتحدة هاو دو سوان قال الشهر الماضي إن الصحفيين لم يُلق القبض عليهما بسبب كتابة تقرير، لكنهما اتهما "بحيازة غير قانونية لوثائق حكومية سرية".
ورفض القاضي يي لوين محاولة من الدفاع تقديم تقرير رويترز الذي يصف عملية القتل في قرية إن دين كدليل، معللا ذلك بقرار في جلسة سابقة بعدم الاعتراف بالتقرير في هذه المرحلة من الإجراءات.
ودعا مسؤولون كبار بالأمم المتحدة والدول الغربية ومدافعون عن حرية الصحافة لإطلاق سراح الصحفيين.
وكتبت السفارة الأمريكية في يانجون على تويتر "اليوم هو اليوم المئة لاعتقال المراسلين وا لون وكياو سوي أو. حرية الصحافة تظل مهمة في التحول الديمقراطي لميانمار".
وحضر دبلوماسيون من الولايات المتحدة وكندا والسويد والاتحاد الأوروبي جلسة المحكمة يوم الأربعاء في يانجون أكبر مدن ميانمار.
وقالت السفارة الدنمركية، التي تتابع القضية عن كثب، إن الصحفيين قضيا "100 يوم خلف القضبان لضمان حق الجمهور في الحصول على المعلومات".
وقالت السفارة بعد جلسة المحكمة "سفارة الدنمرك في ميانمار تحث حكومة ميانمار بشدة على إسقاط جميع التهم بحق وا لون وكياو سوي أو وإطلاق سراحهما فورا".
وقال بيان من سفارة السويد "نعتقد أنهما لم يرتكبا خطأ وأن الاتهامات الموجهة إليهما يجب أن تُسقط فورا".
وقال كريستيان شميت سفير الاتحاد الأوروبي لدى ميانمار ردا على سؤال بشأن تقرير الصحفيين حول أزمة راخين، إن من المهم تحديد ما حدث هناك.
وقال "نريد جميعا أن نعرف حقيقة ما حدث...أخشى أننا في الوقت الحالي لم نر الحقيقة الكاملة لما حدث".
(إعداد معتز محمد للنشرة العربية - تحرير ليليان وجدي)