من جوانا دوكورس
تريب (فرنسا) (رويترز) - قالت السلطات الفرنسية إن مسلحا قتل ثلاثة أشخاص في جنوب غرب البلاد يوم الجمعة حيث استولى على سيارة وفتح النار على الشرطة ثم احتجز رهائن في متجر وهو يصيح "الله أكبر" قبل أن تقتحم قوات الأمن المبنى وتقتله.
وأصيب 16 شخصا بينهم اثنان جروحهما خطيرة فيما وصفه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه هجوم "إرهابي" نفذه إسلامي متشدد.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم. وقال ماكرون إن أجهزة الأمن ما زالت تدرس إعلان الدولة الإسلامية مسؤوليتها.
وقال ماكرون الذي عاد إلى باريس من بروكسل ليترأس اجتماع أزمة مع وزراء ومسؤولي أمن "أحث المواطنين الفرنسيين على أن يظلوا واعين بالتهديد الإرهابي وأن يدركوا أيضا القوة والمقاومة التي يظهرها شعبنا في كل مرة يتعرض فيها للهجوم".
وقتل أكثر من 240 شخصا في فرنسا في هجمات منذ عام 2015 نفذها مهاجمون بايعوا أو استلهموا أفعالهم من تنظيم الدولة الإسلامية.
وأعلنت السلطات هوية المهاجم وقالت إنه يدعى رضوان لقديم (25 عاما) من مدينة كاركاسون. وقتل شخصان عندما هاجم متجرا في بلدة تريب القريبة.
وقال شهود إن نحو 20 شخصا لاذوا بغرفة تبريد (DU:TABR) في المتجر. وقال ماكرون إن لفتنانت كولونيل بادل نفسه مع أحد الرهائن يصارع الموت في المستشفى.
وقال المدعي العام الفرنسي فرانسوا مولان الذي يقود التحقيق في الهجوم إن المهاجم المولود في المغرب كان معروفا لدى السلطات لارتكابه جنحا لكنه كان تحت مراقبة أجهزة الأمن في 2016 و2017 لصلته بحركة سلفية متطرفة.
وأضاف "المراقبة ... لم تكشف دلائل واضحة يمكن أن تؤدي بنا إلى توقع أنه سينفذ هجوما". وأضاف أن امرأة على صلة بالمهاجم اعتقلت.
وقال وزير الداخلية جيرار كولوم للصحفيين في موقع الهجوم إن من المعتقد أن منفذ الهجوم تصرف منفردا.
وقال كولوم "كل يوم نرصد حقائق ونحبط هجمات جديدة. لكن للأسف هذا وقع دون أن نتمكن من منعه".
وقتل المهاجم شخصا واحدا في البداية برصاصة في الرأس عندما استولى على السيارة في كاركاسون وهي مدينة أثرية محاطة بسور ومقصد سياحي بارز.
وقاد المهاجم السيارة إلى موقع كان فيه أربعة من ضباط الشرطة وفتح النار عليهم وأصاب أحدهم في الكتف ثم قاد إلى تريب التي تبعد نحو ثمانية كيلومترات إلى الشرق حيث احتجز الرهائن في المتجر.
وقال مولان "الجاني دخل المتجر وهو يصيح الله أكبر وأشار إلى أنه جندي من جنود الدولة الإسلامية وأنه مستعد للموت من أجل سوريا ويسعى لإطلاق سراح إخوانه، قبل أن يطلق النار على متسوق وموظف في المتجر لقيا حتفهما على الفور".
وقامت الشرطة بتفتيش منزل أسرة لقديم.
* هروب
قال عامل في المتجر إن متسوقين فروا من المبنى عندما اقتحمه المسلح. وقال الموظف "كنت في القسم الخاص بي عندما سمعت طلقات نارية. ذهبت إلى منطقة إطلاق النار وتلاقيت وجها لوجه مع الشخص".
وأضاف "رفع مسدسه وأطلق النار، هربت وصاح الله أكبر وتحدث عن الدولة الإسلامية. ثم أخرجت المتسوقين الذين كانوا نحو 20 في منطقتي وتسللنا من الباب الخلفي".
وقال كولوم إن المسلح طالب بالإفراج عن صلاح عبد السلام المشتبه به الرئيسي والناجي الوحيد من هجمات نفذتها الدولة الإسلامية في باريس في 2015 وقتلت 130 شخصا.
ويحمل عبد السلام الجنسية الفرنسية وولد ونشأ في بروكسل وبدأت محاكمته في بلجيكا الشهر الماضي. ويواجه عبد السلام اتهاما "بالشروع في القتل في سياق إرهابي" فيما يتعلق بتبادل لإطلاق النار مع الشرطة في بروكسل في مارس آذار 2016 بعد أربعة أشهر من هروبه من باريس ليلة الهجمات التي كان شقيقه أحد الانتحاريين فيها.
* في كل مكان
تشارك فرنسا في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال الدولة الإسلامية في سوريا والعراق ولها آلاف الجنود في غرب أفريقيا يقاتلون متشددين مرتبطين بتنظيم القاعدة.
وفي فبراير شباط قال كولوم إن قوات الأمن الفرنسية أحبطت هجومين هذا العام مع توجيه متشددي الدولة الإسلامية أنظارهم صوب أهداف محلية بعد أن مني التنظيم بهزائم في سوريا والعراق.
وقال كولوم للصحفيين في تريب "هذه بلدة صغيرة وهادئة. للأسف التهديد في كل مكان".
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)