من دان وليامز
اللد (إسرائيل) (رويترز) - واجهت امرأة إسرائيلية في المحكمة يوم الأحد فلسطينيا اعترف بطعنها في قضية تشير إلى مزيج من الدوافع السياسية والشخصية التي يمكن أن تكون وراء مثل هذه الهجمات.
وكان مالك سعدة (20 عاما) وهو من الضفة الغربية المحتلة، يعمل بشكل غير مشروع خبازا في اللد وهي بلدة يقطنها خليط من العرب واليهود جنوبي تل أبيب عندما هاجم قبل عام ريفيتال دانينو أمام منزلها وأصابها بجروح بسيطة ثم لاذ بالفرار.
وطبقا لأوراق القضية أقر سعدة الذي اعتقلته الشرطة الإسرائيلية بالهجوم وقال إنه اغتسل في مسجد قبل الهجوم واستهدف دانينو لأنها كانت ترتدي زيا يشير إلى ديانتها اليهودية.
وقال علاء تلاوي محامي سعدة لرويترز إن الهجوم بالتأكيد له دوافع وطنية وكرر ما وصفه بموقف موكله من البداية.
لكن دانينو وهي مديرة مدرسة (45 عاما) أثارت في شهادتها في بداية محاكمة سعدة عاملا آخر محتملا في الهجوم وهو أنه كان مخمورا.
وقالت المرأة لهيئة المحكمة المؤلفة من ثلاثة قضاة بينما كان سعدة يجلس مسترخيا ويتابع بلا مبالاة "عندما اقترب مني كانت تفوح منه رائحة الكحول لكن سلوكه كان حاسما للغاية".
وقال مسؤولون من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إن موجة من هجمات الشوارع التي بدأت عام 2015 نجمت عن خليط من التوترات السياسية في الصراع مع إسرائيل ومشكلات شخصية كان يعاني منها بعض المهاجمين.
وقالت دانينو وقد بدا عليها التأثر "كان الإجرام واضحا في عينيه. استدرت تلقائيا وشعرت بالسكين تنزل من رقبتي إلى جسمي حيث كانت الطعنة".
وأضافت "ضربته بمرفقي وعندها سقط السكين من يده ولاذ بالفرار". وكانت دانينو تحمل معطفا به قطع بين الكتفين قالت إنها كانت ترتديه مساء يوم الهجوم.
ولم يتحدث سعدة أمام المحكمة. وقال تلاوي إن موكله لم يجادل في الأحداث الواردة في عريضة الاتهام لكنه أشار إلى أن مشاعره المرتبطة بخلفيته كمسلم محافظ كان لها دور إضافة إلى وجود دافع سياسي.
وقال تلاوي لرويترز "هذا شاب شرب الخمر أثناء وجوده في اللد وهو سلوك عرف به والده. عندما طلب من أبيه الزواج من الفتاة التي يحبها رفض الوالد طلبه".
وأضاف تلاوي أن موكله ألقى السكين بعد أن سدد طعنة واحدة لدانينو وهو أمر ربما يشير إلى أن سعدة أعاد التفكير في مسالة قتلها.
وأجلت المحكمة القضية حتى 26 ابريل نيسان. وقال تلاوي إن موكله يريد أن يبحث كيفية الرد على التهمة الرئيسية الموجهة إليه وهي محاولة القتل أثناء عمل إرهابي.
وأنهت دانينو شهادتها في المحكمة عندما التفتت إلى المتهم قائلة إن نجاتها أظهرت أن "عقيدتي أقوى من قوة يدك".
(اعداد أحمد حسن للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)