من محمود رضا مراد وأمينة إسماعيل وجون ديفيسون
القاهرة (رويترز) - حثت السلطات المصرية يوم الثلاثاء المواطنين على الخروج بأعداد كبيرة للإدلاء بأصواتهم في اليوم الثاني من انتخابات رئاسية من المتوقع أن يحقق فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي فوزا ساحقا في ظل غياب منافسة حقيقية في سباق يصفه منتقدون بأنه صوري.
وفي محاولة لإلهاب حماس الناخبين نبهت وكالة الأنباء الرسمية المصريين إلى أن التصويت إلزامي طبقا للقانون وإلى أن من لا يدلون بأصواتهم يواجهون دفع غرامة تصل إلى 500 جنيه (28 دولارا).
ولم تنفذ الحكومة هذا البند القانوني بشكل صارم في الانتخابات السابقة.
وقال رئيس الوزراء شريف إسماعيل "أتوقع زيادة الإقبال والمشاركة خلال الساعات القادمة وأدعو المصريين إلى النزول للإدلاء بأصواتهم".
وتيسيرا على الناخبين قال المستشار محمود الشريف نائب رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات في مؤتمر صحفي عصر يوم الثلاثاء إن الهيئة قررت استمرار التصويت واستقبال الناخبين خلال الفترة التي كانت مقررة لراحة القضاة والمشرفين الآخرين على الاقتراع.
وكان التصويت يتوقف من الساعة الثالثة إلى الساعة الرابعة مساء للراحة.
ويقول السيسي إنه يسعى للفوز بفترة رئاسة ثانية لإصلاح الأضرار التي لحقت بالاقتصاد من سنوات الاضطراب السياسي وهزيمة الإسلاميين المتشددين وإحياء دور مصر القيادي في العالم العربي.
ومنافس السيسي الوحيد هو سياسي مغمور موال له. واضطر المنافسون الأكثر جدية لوقف مساعيهم لخوض الانتخابات ودعا عدة سياسيين معارضين المصريين لمقاطعة الانتخابات قائلين إن القمع أبعد المرشحين المحتملين الأقوياء عن السباق.
لكن السلطات تأمل الوصول إلى مستوى إقبال مرتفع خلال أيام التصويت الثلاثة.
ويبدي كثير من المصريين إعجابا بالسيسي على الرغم من أن الإجراءات التقشفية التي طبقتها السلطات في السنوات الماضية وحملة قوية على الإسلاميين والعلمانيين والليبراليين قللت نسبة التأييد له.
وقال العميد علي هريدي رئيس غرفة عمليات الانتخابات الحكومية إن أول يوم للتصويت أظهر إقبالا كثيفا على التصويت وهو ما يثبت وعي المصريين. لكنه لم يقدم أرقاما.
وقالت وسائل الإعلام الموالية للسيسي إن الناخبين تدفقوا على مراكز الاقتراع. وجاء عنوان التغطية الرئيسية بصحيفة الأخبار "الله عليكِ يا مصر.. الملايين أمام اللجان.. والأفراح في كل ميدان".
وقال مصدران يتابعان التصويت أحدهما في الهيئة الوطنية للانتخابات إن نحو 13.5 في المئة من بين أكثر من 59 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم يوم الاثنين.
وفي مركز اقتراع بمدينة الفيوم، وهي معقل للإسلاميين، وتبعد 100 كيلومتر جنوب غربي القاهرة، قال مشرف على الانتخابات إن نسبة الإقبال 25 في المئة لكن أحد ضباط الجيش سارع بتصحيح النسبة قائلا "أكتر من 50 في المية".
وقالت موظفة عمرها 55 عاما إنها جاءت للتصويت بتشجيع من رئيسها في العمل لكنها تشارك أيضا "لوجود أمن الآن. مش زي العراق ولا سوريا ولا اليمن".
ومع ذلك لم يدل زوجها بصوته. وقالت إنه غير راض عن الوضع الاقتصادي مضيفة "نأمل أن يتحسن لكن ربنا وحده اللي يعلم. مش كل واحد بيصوت لأنه مش الجميع مقتنعين (بالسيسي)".
وقال ناخب أدلى بصوته في مركز اقتراع بالقاهرة طالبا ألا ينشر اسمه إنه أبطل صوته. وقال لرويترز "كتب علامة خطأ على المرشحين الاتنين".
* مؤيدو السيسي ينشدون الاستقرار
في انتخابات 2014 حصل السيسي الذي أعلن عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين على 97 في المئة من الأصوات لكن أقل من نصف عدد الناخبين أدلوا بأصواتهم.
وذكرت مجموعة (يورو آسيا) لاستشارات المخاطر السياسية أنه في حالة فشل الحكومة في تعبئة الناخبين واعترافها بأن أقل من 40 في المئة منهم أدلوا بأصواتهم "سيخرج السيسي من الانتخابات أضعف وأكثر عرضة للضغوط الداخلية".
وقالت المجموعة إن ذلك غير مرجح على ما يبدو. لكن مراسلي رويترز قالوا إن التصويت يسير بوتيرة بطيئة.
وقوبل التصويت بقليل من الاهتمام في الأحياء الفقيرة في القاهرة. وفي ثلاثة مراكز اقتراع في حي الدقي الذي تسكنه الطبقة المتوسطة لم تكن هناك طوابير للناخبين وتوافد قليل من الناخبين عليها بمعدل ناخب كل خمس دقائق تقريبا.
ودافع معظم الذين انتخبوا السيسي عن سياساته الاقتصادية وغياب الحياة الديمقراطية. وألقوا باللائمة في المصاعب التي يواجهونها على جماعة الإخوان المسلمين قائلين إنها السبب في حالة عدم الاستقرار التي تسببت في ابتعاد السائحين والمستثمرين الأجانب عن مصر وارتفاع معدل التضخم.
وقال سعيد محمدين (67 عاما) وهو موظف سابق "انتخبت السيسي بسبب الإنجازات التي حققها. هو ضرب الإرهاب وبنى مدنا جديدة وأطلق مشروعات تنمية جديدة".
وأضاف "التضخم بدأ من ست سنوات أيام الإخوان. السيسي ملقاش (لم يجد) أي حاجة يتسند عليها". وتابع ردا على قول أشخاص إن السيسي مستبد "مش ممكن تعمل كل حاجة في الحال. البلد محتاجة تمشي (تمضي قدما في طريقها)".
وقال أحمد عادل (50 عاما) وهو سمسار في البورصة إنه انتخب السيسي لأنه حقق الاستقرار والأمن. وقال "أقدر أمشي في الشارع دلوقت (حاليا) في أمان".
* تردد
تردد شخصان فقط في الإفصاح عمن صوتا له بينما كان رجال الأمن يتابعون عن كثب.
وذكرت الهيئة الوطنية للانتخابات أن التصويت سيكون حرا ونزيها. وقال السيسي إنه كان يتمنى أن يكون هناك عدد كبير من المرشحين.
وقال السيسي إنه لن يسعى للترشح إلى فترة رئاسية ثالثة لكن منتقدين يتوقعون إزالة قيد الترشح لفترتين فقط فيما بعد.
وفي مدينة بني سويف جنوبي القاهرة قال قاض إن 510 ناخبين من بين 3592 ناخبا مسجلا في اللجنة أدلوا بأصواتهم حتى الساعة العاشرة من صباح يوم الثلاثاء بالتوقيت المحلي (الثامنة بتوقيت جرينتش).
وقالت فاتن عثمان (40 عاما) إنها أبطلت صوتها. وأضافت "مفيش حاجة كويسة اتعملت... الأسعار (ارتفعت) وأي حد يتكلم يروح السجن".
وقال رجل دين في بني سويف اسمه محمد عبد الستار إن المصريين يجب أن يؤيدوا السيسي. وأضاف "المشاركة في الانتخابات واجب ديني وواجب على كل إنسان. كل من لا يصوت أو يشارك آثم".
وفي الفيوم قال مشرف في مركز اقتراع إنه بحلول ظهر يوم الثلاثاء صوت قرابة 1500 ناخب من بين 7000 ناخب في الكشوف.
(الدولار = 17.59 جنيه)
(شاركت في التغطية سامية نخول وأروى جاب الله وعمر فهمي وأحمد أبو العينين وإريك كنيكت - إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)