من كريستيان لو وكاتيا جولوبكوفا
موسكو (رويترز) - قالت روسيا يوم الأربعاء إنها سترد بالمثل على الطرد الجماعي لدبلوماسيين روس من دول غربية فيما يتصل بتسميم العميل المزدوج الروسي السابق سيرجي سكريبال في مدينة سالزبري البريطانية.
وتحول نزاع بين لندن وموسكو، بعد أن اتهمت بريطانيا روسيا باستخدام غاز الأعصاب في تسميم سكريبال وابنته، إلى عملية توبيخ جماعية دولية للكرملين، مع طرد بعض الحكومات الصديقة لموسكو لدبلوماسيين روس.
وانضمت سلوفاكيا ومالطا ولوكسمبورج إلى القائمة يوم الأربعاء حيث استدعت تلك الدول سفراءها لدى موسكو للتشاور فيما قالت جمهورية الجبل الأسود إنها ستطرد دبلوماسيا روسيا. وترتبط سلوفاكيا وجمهورية الجبل الأسود، وهما عضوان في حلف شمال الأطلسي الذي تتزعمه الولايات المتحدة، بعلاقات تقليدية وثيقة مع روسيا.
وجاء التحرك الأكبر من جانب الولايات المتحدة، التي قالت يوم الاثنين إنها ستطرد 60 دبلوماسيا روسيا. ويؤثر ذلك سلبا على آمال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإقامة علاقة ودية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقالت فالنتينا ماتفيينكو رئيسة مجلس الاتحاد الروسي وهي موالية للكرملين إن روسيا ستقوم بالرد على تلك التحركات.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ماتفيينكو قولها "بدون شك، فإن روسيا، ووفقا للتقاليد الدبلوماسية، سترد بشكل مماثل وستراعي التناسب فيما يتعلق بأعداد الدبلوماسيين".
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو قوله إن طائرة عسكرية روسية، وللمرة الأولى منذ الحرب البادرة، قامت برحلة تدريبية عبر القطب الشمالي إلى أمريكا الشمالية.
ولا توجد دلائل حتى الآن على أن الرحلة ترتبط بالمواجهة الروسية مع الغرب. وتجري البحرية الأمريكية تدريبا لمدة خمسة أسابيع في منطقة القطب الشمالي.
*أصداء الحرب الباردة
في المجمل، سيعود ما يزيد عن مئة دبلوماسي روسي إلى البلاد من دول تتنوع من الدنمرك وحتى استراليا، في أكبر عملية طرد غربية لدبلوماسيين روس منذ ذروة الحرب البادرة.
وتنفي موسكو وقوفها وراء الهجوم على سكريبال وتقول إن خصومها يستخدمون الهجوم لإثارة حملة مناهضة لروسيا.
وعُثر على سكريبال (66 عاما) وهو عميل مزدوج كان ضمن اتفاق لمبادلة الجواسيس في عام 2010 وذهب للإقامة في انجلترا، ويوليا سكريبال (33 عاما) فاقدي الوعي على مقعد بمركز تجاري في مدينة سالزبري يوم الرابع من مارس آذار. وما زالا يرقدان في حالة مرضية حرجة في مستشفى جراء الهجوم الذي تقول السلطات البريطانية إن غاز الأعصاب نوفيتشوك الذي يرجع إلى الحقبة السوفيتية اُستخدم خلاله.
وطردت روسيا بالفعل 23 دبلوماسيا بريطانيا، في رد مماثل على طرد بريطانيا العدد نفسه من موظفي السفارة الروسية في لندن.
وفي تصعيد للحرب الكلامية القاسية بين موسكو ولندن، أثارت وزارة الخارجية الروسية احتمال أن تكون المخابرات البريطانية قامت بتسميم سكريبال وابنته.
وقالت الوزارة في بيان "إذا لم تقدم أدلة مقنعة بخلاف ذلك للجانب الروسي فإننا سنعتبر أننا نتعامل مع محاولة تستهدف حياة مواطنينا".
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف قوله إن موسكو ستقيّم مستويات عداء واشنطن ولندن لروسيا قبل أن تقرر كيفية الرد على طرد دبلوماسيين روس.
(إعداد معتز محمد للنشرة العربية - تحرير ليليان وجدي)