من نادين عوض الله
الإسكندرية (مصر) (رويترز) - آخر حزب إسلامي نشط في مصر يدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية.. إنها إحدى غرائب السياسات الانتخابية التي تعكس الوضع المضطرب للإسلاميين في البلاد.
ويؤمن حزب النور، وهو من غلاة الأحزاب المحافظة، بأنه ليس لديه خيار سوى دعم السيسي إذا كان يريد البقاء على الساحة في بلد بات فيه الإسلاميون مستهدفين من السلطات.
ومع كون الإقبال الشغل الشاغل للسلطات في انتخابات هذا الأسبوع، التي يعد الفوز فيها مضمونا فعليا للسيسي، يحاول حزب النور ضمان توجه أعضائه إلى مراكز الاقتراع بنقل الناخبين من المناطق الفقيرة في حافلات.
كما أقام مراكز لرصد المشاركة ومساعدة الناس على التعرف على مراكز الاقتراع المسجلين بها.
وفي حين أن ما يفعله الحزب أمر متوقع، إلا أنه يمثل مناورة تسترعي الانتباه. وعلى مدى عقود، كان الإسلاميون، بمن فيهم جماعة الإخوان المسلمين المحظورة حاليا، العمود الفقري لمعارضة الحكم في مصر.
وتعلم النور، الذي تأسس بعد إجبار حسني مبارك على التخلي عن الحكم في 2011، التكيف مع التحولات في المشهد السياسي: فقد انقلب على الإخوان المسلمين بعدما بات واضحا أنها لن تتمكن من البقاء في السلطة.
وقال ياسر برهامي القيادي في الدعوة السلفية المنبثق عنها حزب النور "هو أنا عندي بديل؟"وأضاف لرويترز "أنا بدور على مصلحة البلد... أنا غير قادر ولا أصلح لهذه المرحلة زي ما قلت بعد الزلزال؟". وكان يشير إلى السنوات المضطربة التي أعقبت الانتفاضة الشعبية في 2011.
وقال السيسي إنه كان يتمنى أن يخوض الانتخابات كثير من المرشحين لكنه واجه مرشحا واحدا وصف بأنه صوري. وقال السيسي إنه لا شأن له بامتناع معارضين عن الترشح وحث المصريين على التصويت بأعداد كبيرة.
وتعهدت الهيئة الوطنية للانتخابات بأن تكون الانتخابات حرة وشفافة.
وكان القيادي البارز بحزب النور جلال مرة واحدا من مجموعة من الزعماء السياسيين والدينيين توسطهم السيسي وهو يعلن عبر التلفزيون عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي للإخوان المسلمين عام 2013 بعد سلسلة احتجاجات حاشدة على حكمه.
وبعد نحو خمس سنوات لا يزال الحزب، الذي حاز في وقت من الأوقات ربع مقاعد البرلمان لكن ليس لديه الآن سوى اثنين بالمئة، يسهب في دعايته للسيسي ويسعى سعيا حثيثا لإثبات ولائه وسط مناخ سياسي من الخوف والشك.
وفي رده على سؤال بشأن عدم تسميه الحزب مرشحا لمقعد الرئاسة، قال برهامي "هل أنا قادر فعلا على خوض الانتخابات؟ هل مؤسسات الدولة معايا؟ أنا جاي بعد زلزال.. بعد فشل الإخوان فشل ذريع في إدارة الدولة وحصول صدام مجتمعي كبير جدا... أنا مش مجنون إني أطلب أدير الدولة في هذه الظروف"؟
وتحدث برهامي، الذي يبلغ من العمر 59 عاما، من مكتب صغير في حزبه بالإسكندرية ثاني أكبر مدينة مصرية والتي لا تزال معقلا للسلفيين على الرغم من حملة حكومية صارمة على الإسلاميين بما في ذلك عملية عسكرية ضد المتشددين في سيناء.
* حلفاء غير محتملين
نظر كل من الليبراليين والإسلاميين، وبينهم الإخوان التي حظرتها السلطات وأعلنتها جماعة إرهابية، بعين الشك لقبول النور للسيسي في 2013. ويرفض الحزب اتهامات منتقدين بأنه خان القضية الإسلامية.
ويبدو أن البعض في حزب النور ليسوا سعداء بموقفه الحذر.
فمن المعتقد أن بعض شباب الحزب، الذين يشكلون أكثر من 75 في المئة ممن شاركوا في المسيرات قبل الانتخابات، يريدون موقفا أكثر قوة.
لكن عبد الله بدران الأمين العام للحزب أبلغ رويترز بأن "قواعد" الحزب امتثلت لقرار قيادته المشاركة في الحملة الانتخابية.
وذكرت ثلاث من عضوات الحزب أن ناخبين آخرين والسلطات التي تؤمن مراكز الاقتراع بدا عليهم الاندهاش عندما رأوا مجموعة من السيدات المنتقبات.
وقالت إحداهن "دول حتى طلبوا ياخدوا سيلفى معانا".
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)