من مايان لوبيل
القدس (رويترز) - قالت إسرائيل يوم الاثنين إنها ألغت خطة لترحيل مهاجرين أفارقة إلى أفريقيا وتوصلت بدلا من ذلك إلى اتفاق مع مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين لإرسال أكثر من 16 ألف مهاجر إلى دول غربية.
وذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن كندا وإيطاليا وألمانيا من بين الدول التي ستستقبل المهاجرين الأفارقة.
وستسمح السلطات للمهاجرين الآخرين، وكثير منهم من طالبي اللجوء، بالبقاء لما لا يقل عن خمسة أعوام مقبلة في إسرائيل بعد أن دخلوها متسللين عبر الحدود مع مصر.
ومثل مصير 37 ألف أفريقي في إسرائيل معضلة أخلاقية لدولة تأسست كملاذ لليهود من الاضطهاد ووطن قومي لهم. وتتعرض الحكومة اليمينية لضغوط من قاعدة ناخبيها القوميين من أجل طرد المهاجرين، بينما يدعو آخرون إلى استيعابهم.
لكن خطة الترحيل الجماعي استتبعت طعونا قضائية في إسرائيل وأثارت انتقاد الأمم المتحدة وجماعات حقوقية وتسببت في نقاش عام مفعم بالعواطف بين الإسرائيليين.
وفي فبراير شباط بدأت إسرائيل تسليم إخطارات إلى 20 ألفا من المهاجرين الأفارقة من الرجال، تمهلهم شهرين للرحيل إلى بلد ثالث في أفريقيا أو مواجهة السجن لأجل غير مسمى.
وقال تيكليت مايكل، الذي جاء إلى إسرائيل قادما من إريتريا قبل نحو عشر سنوات، إنه مسرور بالاتفاق الجديد.
وأضاف مايكل (29 عاما) في بيان "شاهدت في السنوات القليلة الماضية كثيرا من الناس يفقدون الأمل بسبب الترحيل إلى مكان غير آمن".
* أموال وتذكرة طائرة
عرضت حكومة إسرائيل على المهاجرين، ومعظمهم من السودان وإريتريا، 3500 دولار وتذكرة سفر بالطائرة إلى ما تقول إنه مقصد آمن. وأبلغت السلطات المهاجرين أن بإمكانهم الاختيار بين الذهاب إلى رواندا أو أوغندا.
لكن جماعات مدافعة عن حقوق المهاجرين تقول إن كثيرا منهم فروا من بلادهم من إساءة المعاملة والحروب وإن طردهم، حتى وإن كان لبلد أفريقي آخر، من شأنه أن يعرضهم لمزيد من المخاطر.
وتحدت تلك الجماعات خطة الترحيل أمام المحكمة العليا الإسرائيلية التي أصدرت في 15 من مارس آذار أمرا مؤقتا يجمد تطبيقها.
وقال نتنياهو إن مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجين وافقت على تنظيم وتمويل الخطة الجديدة التي سيستغرق تنفيذها خمس سنوات.
وأضاف في مؤتمر صحفي في القدس "الالتزام المشترك هو 'تنقلون 16250 شخصا إلى الخارج ونحن سنترك 16250 يقيمون بشكل مؤقت'. يتيح ذلك مغادرة عدد كبير جدا من الأشخاص، ستة آلاف في الثمانية عشر شهرا الأولى".
وأكدت متحدثة باسم المفوضية التوصل إلى اتفاق دون الإدلاء بتفاصيل.
وكانت المفوضية حثت إسرائيل على إعادة النظر في خطتها الأصلية قائلة إن مهاجرين جرت إعادة توطينهم في أفريقيا جنوبي الصحراء خلال السنوات القليلة الماضية لم يكونوا في أمان وانتهى بهم المطاف إلى درب المهاجرين الخطر إلى أوروبا وتعرض بعضهم لإساءة المعاملة والتعذيب بل والموت خلال رحلتهم.
ويعيش أكبر تجمع من المهاجرين الأفارقة، بعدد يقارب 15 ألفا، في جنوب تل أبيب بمنطقة فقيرة توجد على محالها لافتات كثيرة باللغة التجرينية وغيرها من اللغات الأفريقية وتحولت مخازن مهجورة إلى كنائس للإريتريين وأغلبهم مسيحيون.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)