جنيف (رويترز) - انتقد الأمير زيد بن رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان أعضاء مجلس الأمن الدولي يوم الاثنين بسبب اكتفائهم بتقديم "إدانات واهنة" لهجوم كيماوي في سوريا، قائلا إن التقاعس عن الرد بقوة أشد قد تكون له عواقب وخيمة لعقود قادمة.
وقال الأمير زيد في بيان "هناك عدد من القوى العالمية الكبرى منخرطة بشكل مباشر في الصراع في سوريا، ورغم ذلك فشلوا تماما في وقف هذا الانحدار المشؤوم صوب إتاحة الأسلحة الكيماوية للجميع".
وأضاف "هذا التجاهل الجماعي لواقعة أخرى من الاستخدام المحتمل لأحد أشد الأسلحة التي صنعها الإنسان بشاعة لهو أمر بالغ الخطورة".
وقال شهود وعاملون في مجال الإغاثة الطبية إن ما يصل إلى 60 شخصا قتلوا في مدينة دوما التي تسيطر عليها قوات المعارضة يوم السبت إضافة إلى نحو ألف مصاب بعد أن أصابت ما لا يقل عن قنبلتين مستشفى ومباني مجاورة.
وقال الأمير زيد "يتضح تماما أن الإدانة الشفهية غير كافية بالمرة وهذا الفشل الذريع حتى في إجراء تحقيق ملائم في مزاعم كل الأطراف بوقوع هجمات كيماوية يشجع على استخدام تلك الأسلحة الخسيسة مرة أخرى ويقوض شرعية النظام القانوني الدولي".
وأضاف أن ما لا يقل عن 35 هجوما بأسلحة كيماوية وقع في سوريا منذ عام 2013 في الوقت الذي فتحت فيه كل أطراف الصراع وأنصارها الباب على مصراعيه أمام استخدام هذا السلاح المحظور.
وصدقت 192 دولة على معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية مما يجعلها من أكثر الاتفاقات المدعومة عالميا لكن الأمير زيد قال إنه يجري خرق قواعد المعاهدة.
وقال "ماذا كان رد العالم؟ كلام أجوف وإدانات واهنة ومجلس أمن يعاني من الشلل بسبب استخدام حق النقض".
وأضاف أن على العالم الانتباه بسرعة للضرر الجسيم الذي يلحق بالضوابط العالمية للحد من التسلح بعد عقود بدا فيها حظر الأسلحة الكيماوية والبيولوجية ناجحا.
وقال "يقف العالم مكتوف اليدين بينما يتحول استخدام (تلك الأسلحة) إلى أمر طبيعي في سوريا".
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)