من من نضال المغربي
غزة (رويترز) - بدلا من احتفالها بعيد ميلاده الرابع عشر يوم الاثنين، نصبت أُسرته سرادق عزاء له في غزة في ذات اليوم.
فقد قُتل الفتى حسين ماضي برصاص القوات الإسرائيلية يوم الجمعة، حسبما قال أقارب له، ليصبح أصغر قتيل بين 30 فلسطينيا لاقوا حتفهم خلال احتجاج مستمر على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل.
وبعد ثلاثة أيام من مقتله لم تجف دموع أمه أثناء استقبالها وأفراد أسرته المعزين الذين يتوافدون على منزل الأُسرة في مدينة غزة.
وقالت إيمان، والدة الفتى الراحل، وعيناها مغرورقتان بالدموع، "طلب مني قميصا وبنطالا جديدين (بمناسبة عيد ميلاده) وأن اصطحبه لتناول الغداء، أنا وهو فقط...لكن منذ بدء الاحتجاجات، كان يعود إلى المنزل في نهاية اليوم".
كانت الحكومة الإسرائيلية قد اتهمت فصائل مسلحة مثل حماس بالتحريض على الاحتجاجات التي أطلق عليها (مسيرة العودة الكبرى) على طول السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل، واستخدام المحتجين كغطاء لشن هجمات.
لكن المحتجين نفوا هذا الاتهامات وقالوا إن المظاهرات تهدف إلى التأكيد على حق العودة إلى ديارهم التي اضطرت أسرهم لتركها عام 1948.
ويقول الطبيب النفسي محمود صيام، وهو من غزة، إن الاحتجاجات تعبير طبيعي عن حالة الإحباط التي يشعر بها الشبان.
وقال "أي شاب في غزة يشعر بالإحباط جراء الظروف المعيشية (الصعبة) وفقدان الأمل في المستقبل. وبالتالي سينضم لمجموعة الشبان التي تشاركه نفس التفكير".
وأضاف "هم لا يرون أي سلام. يرون فقط الاقتصاد المتداعي وأفراد الجيل السابق لهم وهم يجلسون دون وظائف، وكل هذا يؤثر فيهم".
أما الآباء الذين اعتادوا على شظف العيش في القطاع الفلسطيني فهم عادة ما يظهرون متماسكين من الخارج في وجه فقدان عزيز لديهم. لكن هذا التماسك لا يستمر طويلا.
يقول صيام "هذه الآلية الدفاعية مؤقتة وليست حقيقة. وبعد أيام قليلة، ستطفو المشاعر الحقيقية على السطح".
وبحلول الليل، أشعل عم حسين بعض الشموع فوق إطار سيارة ملقى على الأرض الرملية لخيمة العزاء وشارك هو والعشرات من المعزين في غناء أغنية "عيد ميلاد سعيد".
(إعداد أحمد السيد للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)