بلفاست/دبلن (رويترز) - أحيا القادة الذين توسطوا في التوصل لاتفاق سلام في أيرلندا الشمالية عام 1988 ذكرى مرور عشرين عاما على هذا الاتفاق يوم الثلاثاء بالتحذير من أن تفاقم الانقسام السياسي وانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يسببان مخاطر جديدة للمنطقة.
وانضم الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير إلى ساسة من أيرلندا وأيرلندا الشمالية في بلفاست لإحياء ذكرى هذا الاتفاق الذي تحقق في العاشر من أبريل نيسان عام 1998 ودعا لإنهاء 30 عاما من العنف الطائفي الذي راح ضحيته نحو 3600 شخص.
لكن انهيار حكومة تقاسم السلطة محور الاتفاق أوائل العام الماضي يعني أنه لم تكن هناك حكومة في استقبال هؤلاء الزعماء في ظل عدم وجود مؤشرات تذكر على أن القوميين الأيرلنديين والوحدويين البريطانيين سيحلون الخلافات التي تسببت في انقسامهم مرة أخرى.
وقال السناتور الأمريكي السابق جورج ميتشل الذي ترأس المحادثات التي أفضت لتوقيع الاتفاق عندما سأله التلفزيون الأيرلندي إن كان خطر العودة للعنف يلوح في الأفق "علينا أن نكون حذرين للغاية. لا شيء مضمون في الحياة".
وشهدت أيرلندا الشمالية تحولا سريعا بفضل الاتفاق فيما وافق الجيش الجمهوري الأيرلندي المسؤول عن معظم أعمال القتل على التخلي عن أسلحته ووافق الجيش البريطاني على إلغاء نقاط التفتيش المسلحة التابعة له والانسحاب.
لكن رغم انتهاء حوادث العنف زاد الانقسام في المشهد السياسي بالمنطقة الأمر الذي أدى إلى انهيار حكومة تقاسم السلطة للمرة الأولى منذ عقد في يناير كانون الثاني 2017.
وتراجع التأييد للأحزاب الليبرالية في أيرلندا الشمالية مما زاد نسبة التأييد للحزب الديمقراطي الوحدوي وحزب شين فين الأكثر تطرفا من 34 في المئة في عام 1998 إلى 56 في المئة خلال الانتخابات الأخيرة في 2017.
وقال كلينتون الذي يعد دوره في إبرام اتفاقية السلام عام 1998 من إنجازات فترة حكمه "ينبغي أن تصبح الحلول الوسط أمرا طيبا لا أن تكون مسبة وعلى الناخبين أن يكفوا عن معاقبة الناس الذين يتوصلون لهذه الحلول الوسط بل أن يكافئوهم".
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)