جنيف (رويترز) - قالت منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء إن نحو 500 شخص تلقوا علاجا "لعلامات وأعراض تتفق مع التعرض لكيماويات سامة" بعد ما يشتبه بأنه هجوم بغاز سام على جيب للمعارضة السورية قبيل سقوطه.
ويدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحلفاء غربيون القيام بتحرك عسكري لمعاقبة الرئيس السوري بشار الأسد على ما قيل إنه هجوم بغاز سام وقع يوم السبت في مدينة دوما والتي صمدت طويلا أمام حصار حكومي. وقالت دمشق إن التقارير التي تتحدث عن هجوم بالغاز كاذبة.
وأدانت منظمة الصحة العالمية الواقعة وقالت إن أكثر من 500 شخص من دوما تلقوا علاجا بعد ظهور أعراض تسمم بالغاز.
وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في بيان صدر في جنيف "على وجه الخصوص، ظهرت على المصابين بالأعراض علامات تهيج حاد في الأغشية المخاطية وفشل في الجهاز التنفسي واضطراب بالنظام العصبي المركزي".
ونبهت المنظمة إلى أنها لا تقوم بدور رسمي في تحقيقات الفحص الجنائي بشأن استخدام أسلحة كيماوية. ويسعى مفتشون دوليون مختصون بالأسلحة الكيماوية لضمانات من دمشق بتوفير ممر آمن من وإلى دوما لتحديد ما إذا كانت ذخيرة محظورة دوليا قد استخدمت هناك، رغم أنهم لن يوجهوا اللوم لأحد.
وقالت المنظمة أيضا إن تقارير أفادت بوفاة أكثر من 70 شخصا كانوا محتمين في أقبية من القصف في الغوطة الشرقية، المعقل السابق للمعارضة والتي تقع فيها دوما.
ونقلت المنظمة عن تقارير لعاملين محليين في مجال الصحة القول إن 43 من حالات الوفاة "مرتبطة بأعراض تتفق مع التعرض لكيماويات شديدة السمية".
وقال بيتر سلامة نائب المدير العام للمنظمة لشؤون التأهب والاستجابة للطوارئ "علينا جميعا أن نشعر بالغضب لهذه التقارير والصور الفظيعة التي ترد من دوما".
وأضاف "تطالب المنظمة بإتاحة الوصول إلى المنطقة بشكل فوري ودون عراقيل لتوفير الرعاية للمتأثرين وتقييم الآثار الصحية وتوفير استجابة شاملة لمتطلبات الصحة العامة".
ولا تتمكن وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة من الوصول لمعظم أنحاء الغوطة الشرقية التي ينسحب منها مقاتلو المعارضة بموجب اتفاق مع الحكومة السورية التي استعادت السيطرة على المنطقة.
وقالت منظمة الصحة إنها دربت أكثر من 800 سوري من العاملين في مجال الصحة للتعرف على أعراض التعرض لأسلحة كيماوية ومعالجة المصابين بها. كما وزعت المنظمة ترياقا لغازات أعصاب العام الماضي بما شمل دوما المحاصرة.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوم الثلاثاء إن عشرات الآلاف من المدنيين لا يزالون محاصرين في دوما، وطالبت بإتاحة دخولها إلى المنطقة.
وأضافت المفوضية أن ما يقدر بأكثر من 133 ألف شخص فروا من وضع إنساني بائس في الغوطة الشرقية خلال الأسابيع الأربعة الماضية.
(إعداد دعاء محمد للنشرة العربية - تحرير ليليان وجدي)