بيروت (رويترز) - استبعد نعيم قاسم نائب الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية في تصريحات نُشرت يوم الجمعة أن تتطور الأزمة في سوريا إلى اشتباك مباشر بين الولايات المتحدة وروسيا أو "إلى حالة حرب واسعة".
وجماعة حزب الله الشيعية المسلحة حليف رئيسي للرئيس السوري بشار الأسد في الحرب التي دخلت عامها الثامن.
واستبعد قاسم في مقابلة نشرتها صحيفة الجمهورية اللبنانية أن "يتطور الوضع إلى اشتباك أمريكي روسي مباشر أو إلى حالة حرب واسعة. لكن لا أحد سوى الله يعرف ماذا يدور في رأس ترامب".
وأضاف "الظروف لا تشير بحصول حرب شاملة...إلا إذا فقد ترامب ونتنياهو صوابهما كليا".
وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشن ضربات على سوريا بعد هجوم كيماوي مشتبه به على مدينة كانت تخضع لسيطرة المعارضة أسفر عن مقتل العشرات. وعبر مبعوث روسي عن مخاوفه من اندلاع صراع أوسع بين واشنطن وموسكو.
وتزايدت المخاوف من مواجهة بين روسيا الحليف الرئيسي للحكومة السورية والغرب بعد أن قال ترامب إن الصواريخ "قادمة" وانتقد موسكو بشدة لمساندتها الأسد.
وخفف ترامب نبرة تصريحاته منذ ذلك الحين وأجرى مشاورات مع بريطانيا وفرنسا وسط مؤشرات على جهود للحيلولة دون خروج الأزمة عن نطاق السيطرة.
وقال البيت الأبيض إنه "لم يتم اتخاذ قرار نهائي" بشأن سوريا بعد اجتماع ترامب مع فريقه للأمن القومي يوم الخميس.
* ضربة إسرائيلية
وتتهم دمشق وحليفتاها الرئيسيتان روسيا وإيران مقاتلي المعارضة وعمال الإنقاذ بتلفيق التقارير المتعلقة بهجوم دوما، وواشنطن باستخدام هذه التقارير ذريعة للهجوم على الجيش السوري.
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أمام الكونجرس يوم الخميس إنه يعتقد أن هجوما كيماويا وقع لكن لم يتخذ أي قرار بشأن تحرك عسكري.
وردا على سؤال عن احتمال أن يتطور أي هجوم أمريكي على سوريا إلى حرب شاملة قد تصيب تداعياتها لبنان قال قاسم "إذا كان الاعتداء على سوريا في إطار محدود جدا، فمن المتوقع أن تكون ردود الفعل من الأطراف المعنية بسوريا مرتبطة بالساحة السورية".
ويثير النفوذ المتزايد لإيران في سوريا قلقا شديدا داخل إسرائيل التي نفذت ضربات جوية في سوريا ضد ما تصفها بأنها أهداف تابعة لحزب الله وإيران.
وهددت إيران بالرد على ضربة جوية استهدفت قاعدة عسكرية سورية يوم الاثنين. واتهمت طهران ودمشق وموسكو إسرائيل بالمسؤولية عن هذه الضربة.
وتعليقا على هذه الضربة التي قُتل فيها سبعة إيرانيين قال قاسم "الغارة الإسرائيلية على مطار التيفور تشكل اعتداء على سوريا وإيران معا وهذا له تبعات لا أعلم الآن ما هي حدودها".
وأشار قاسم إلى أن حزب الله، الذي كانت آخر حرب بينه وبين إسرائيل في عام 2006، لن "يبادر هو ابتداء إلى فتح جبهة حرب ضد إسرائيل من لبنان...لكن المقاومة جاهزة للمفاجآت".
كان قاسم قال في مقابلة مع رويترز الشهر الماضي إن حزب الله لا يتوقع أن تبدأ إسرائيل حربا في الوقت الراهن لكنه مستعد لذلك.
(إعداد مروة سلام للنشرة العربية - تحرير سها جادو)