من أندريا شلال
برلين (رويترز) - قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس يوم السبت إن بلاده ستنضم إلى فرنسا في الدفع من أجل بذل جهود دولية جديدة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في سوريا منتقدا روسيا لتعطيلها المتكرر لأي تحرك من جانب مجلس الأمن الدولي بشأن الحرب.
وأضاف أن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة ستعقد اجتماعا في لندن يوم الأحد لمناقشة الخطوات المقبلة بعد ضربات جوية نفذت ضد سوريا في وقت مبكر من صباح يوم السبت.
وقال إن المبادرة ناقشها أيضا مجلس حلف شمال الأطلسي الذي اجتمع في بروكسل يوم السبت وإن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيناقشون المزيد من الإجراءات للتعامل مع الأزمة السورية يوم الاثنين.
وقال ماس، عضو الحزب الديمقراطي الاشتراكي الشريك الصغير في الحكومة الائتلافية المنتمية ليسار الوسط بقيادة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، "سنعمل معا مع فرنسا من أجل الخروج بصيغة دولية يمكنها أن تعطي زخما جديدا للعملية السياسية".
وقالت ميركل يوم السبت إن ألمانيا لم تشارك في الضربات الجوية لكنها تساندها بصفتها تحرك "ضروري وملائم" لتحذير سوريا من مغبة استخدام الأسلحة الكيماوية من جديد.
وقال ماس إن ألمانيا ستلجأ إلى جميع السبل الدبلوماسية من أجل السعي لإنهاء الحرب المستمرة منذ سبع سنوات وتدمير ما تبقى من مخزونات الأسلحة الكيماوية.
وكرر ماس الانتقاد الذي وجهته ميركل ووزيرة الدفاع أورسولا فون دير ليين لروسيا في وقت سابق لكنه قال إن برلين سوف تستخدم علاقاتها الثنائية لضمان تبني روسيا لموقف "بناء" بشأن القضية.
ولطالما اتبعت ألمانيا نهجا حذرا في التعامل مع موسكو إذ تعتمد على روسيا في الحصول على نحو ثلث استهلاكها من الغاز، فتارة تضغط من أجل استمرار العقوبات بسبب ضم شبه جزيرة القرم ودعم الانفصاليين في شرق أوكرانيا، وتارة تحافظ على الحوار والعلاقات التجارية.
وقال ماس "شئنا أم أبينا، فإن العملية السياسية لن تنجح من دون روسيا".
وبشكل عام، تبنى ماس نبره أكثر صرامة إزاء موسكو مقارنة مع سلفه زيجمار جابرييل بعد هجوم بغاز سام في بريطانيا استهدف العميل الروسي المتقاعد سيرجي سكريبال وهجوم إلكتروني على شبكات الحكومة، وهما حادثان يقول مسؤولو مخابرات إن مصدرهما روسيا.
وتنكر موسكو تورطها في أي من الحادثين.
وقال ماس إن من المهم أولا تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في سوريا إلى جانب وصول المساعدات الإنسانية، لكن الخطوة الثانية يجب أن تكون التفاوض على حل دائم يراعي المصالح المشروعة للشعب السوري.
وأضاف "النقاط الرئيسية ستكون تشكيل حكومة انتقالية والقيام بإصلاحات دستورية وإجراء انتخابات".
(إعداد إسلام يحيى للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)