من دانيال تروتا
نيويورك (رويترز) - فازت رويترز باثنتين من جوائز بوليتزر المرموقة إحداهما للتغطية الدولية والأخرى للتصوير الصحفي كما فازت كل من نيويورك تايمز وواشنطن بوست بجائزة بوليتزر تقديرا لتغطيتهما لمزاعم التحرش الجنسي في الولايات المتحدة وتفاصيل التحقيق الأمريكي بشأن تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة عام 2016.
وكرمت بوليتزر، وهي الأرفع مقاما في عالم الصحافة الأمريكية، رويترز في مجال التغطية الدولية لكشفها لأساليب عمل فرق قتل تابعة للشرطة في الفلبين في إطار حرب الرئيس رودريجو دوتيرتي على المخدرات، وفي مجال التصوير لتوثيقها أزمة اللاجئين الروهينجا في ميانمار وبنجلادش.
وقال ستيف أدلر رئيس تحرير رويترز "في عام جرى فيه تخصيص كثير من جوائز بوليتزر عن جدارة لشؤون داخلية أمريكية، نحن في رويترز نفخر بتسليط الضوء على قضايا عالمية ذات أهمية كبيرة".
وهذه هي المرة الأولى التي تحصل فيها رويترز على جائزتي بوليتزر في عام واحد.
وعن تغطية الفلبين قال أدلر إن الصحفيين كلير بالدوين وأندرو آر.سي مارشال ومانويل موجاتو "كشفوا كيف نفذت الشرطة عمليات قتل في إطار حرب الرئيس على المخدرات وظلت متمتعة بالحصانة ومحمية من المحاكمة".
وشملت التغطية تقريرا كشف تسجيل فرقة من شرطة مكافحة المخدرات على مشارف مانيلا لعدد كبير بشكل غير معتاد من عمليات القتل. وجاء العديد من أفراد الفرقة من منطقة نائية هي موطن الرئيس دوتيرتي حيث بدأت الأساليب الوحشية في أول الأمر أثناء تولية منصب رئيس البلدية.
وتعليقا على الأمر، هنأ هاري روك المتحدث باسم دوتيرتي الصحفي الفلبيني في فريق رويترز الفائز لكنه دافع عن الحملة التي تشنها بلاده ضد المخدرات قائلا إنها قانونية وضرورية.
وقال روك في إفادة صحفية دورية "بالتأكيد يتعين علي أن أهنئ مانويل موجاتو لكن تظل الحقيقة هي أن سياسة الرئيس المتعلقة بالحرب على المخدرات هي أن الحرب على المخدرات مشروعة وتهدف إلى حماية الشبان من أضرار المخدرات".
وقال روك إن الحكومة ستدافع عن المسؤولين الحكوميين المشاركين في الحرب على المخدرات الذين اتبعوا القانون وليس من خالفوه.
وأضاف "إذا كانت عمليات القتل متعارضة مع القانون وغير مبررة فستؤدي إلى محاكمة جنائية لأفراد الشرطة أنفسهم".
* دور ضروري
وكرمت بوليتزر فريق رويترز للتصوير على صور العنف الذي تعرض له أفراد أقلية الروهينجا المسلمة أثناء فرارهم من ميانمار إلى بنجلادش.
وقال أدلر "التصوير المتميز للخروج الجماعي لشعب الروهينجا إلى بنجلادش لا يظهر فقط التكلفة البشرية بل أيضا الدور الضروري الذي يمكن أن يقوم به التصوير الصحفي في الكشف عن ذلك".
ويقبع اثنان من صحفيي رويترز، وهما وا لون وكياو سوي أو، في السجن بميانمار منذ 12 ديسمبر كانون الأول في اتهامات بانتهاك قانون يرجع لعهد الاستعمار أثناء تغطيتهما لمقتل عشرة رجال من الروهينجا في ولاية راخين.
وفي الولايات المتحدة حصلت وسائل إعلام كبرى على جوائز بوليتزر أخرى بفضل تغطيتها الصحفية التي شكلت الأحداث السياسية والثقافية.
وحصلت صحيفة نيويورك تايمز على جائزة بوليتزر للخدمة العامة مناصفة مع مجلة نيويوركر تقديرا لتغطيتهما لمزاعم التحرش الجنسي الموجهة للمنتج السينمائي الأمريكي هارفي واينستين.
وحازت صحفيتان في نيويورك تايمز هما جودي كانتور وميجان توهي على الجائزة عن تغطيتهما لقضية واينستين التي أثارت سلسلة من المزاعم المشابهة وأطلقت حركة (#مي تو) وحركة (#تايمزأب) لتشجيع ضحايا التحرش على الحديث.
وفي نيويوركر فاز رونان فارو كذلك بفضل تغطيته لقضية واينستين التي أوردت بالتفصيل قصة امرأة أبلغت مزاعمها لشرطة نيويورك.
وجددت السلطات بعد ذلك التحقيق الجنائي بشأن واينستين.
وفازت واشنطن بوست بجائزة التغطية الاستقصائية بكشفها قصة روي مور المرشح لعضوية مجلس الشيوخ عن ولاية ألاباما والذي وصم تاريخه الشخصي بالتحرش بفتيات صغيرات.
ومور جمهوري مدعوم من الرئيس دونالد ترامب وكان يتقدم السباق للفوز لكنه خسر المقعد أمام المرشح الديمقراطي دوج جونز.
ونالت صحيفتا ذا نيويورك تايمز وواشنطن بوست جائزة التغطية المحلية مناصفة تقديرا لمتابعتهما للتحقيق المرتبط بمزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.
وقدمت الجائزة للتغطية "الموثقة بالمصادر والدءوبة التي تخدم الصالح العام والتي عمقت بشدة الفهم المحلي للتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية عام 2016 وصلة ذلك بحملة ترامب وبالفريق المؤقت للرئيس وفي نهاية الأمر بإدارته".
وتمنح جوائز بوليتزر منذ عام 1917 تنفيذا لوصية الناشر الصحفي جوزيف بوليتزر. ويشكل فريق الجائزة المكون من 17 شخصا من فائزين سابقين وصحفيين بارزين وأكاديميين.
وتختار الفائزين في 14 فئة من فئات الصحافة إلى جانب سبع جوائز أخرى في مجالات من بينها الدراما والتاريخ والسير الذاتية والشعر والموسيقى.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)