💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

ناشط سوري يقول الجثث كانت متناثرة في شوارع دوما

تم النشر 18/04/2018, 19:52
© Reuters. ناشط سوري يقول الجثث كانت متناثرة في شوارع دوما

من داليا نعمة

بيروت (رويترز) - كان مؤيد الديراني في مركز طبي في مدينة دوما السورية ليلة السابع من أبريل نيسان عندما بدأ المرضى يتدفقون.

كان الكثير منهم يعاني من الاختناق ونوبات ضيق التنفس بعد هجوم مزعوم بغاز سام على جيب كانت تسيطر عليه المعارضة.

وقال الديراني إن الأطباء هرعوا لخلع ملابس المرضى وغمرهم بالمياه وحقنهم بالأتروبين. لكنهم لم يتمالكوا أنفسهم "انهارت أعصابنا وتلبكنا وتربطت أيادينا لم نعرف ماذا نفعل".

وتابع "الطائرات كانت بعدها بالجو".

وقالت رشا ادلبي إحدى الناجيات من الهجوم إن الغاز جعلها غير قادرة على التنفس.

وأضافت "نحن كنا بالقبو قاعدين، كان وقت العشاء حوالي الساعة السابعة ونص، ما لقينا غير كتير في ضرب، وما حسينا غير ريحة كلور كتير كتير قوية، وصاروا يقولوا إن النظام ضارب كلور ما عرفنا شو بدنا نساوي حطينا كمامات للأولاد بس كتير الريحة بلشت (بدأت) عندنا وعبقت أنا ما عدت حسيت صاروا عيوني كتير يدمعوا".

ومضت تقول "دُخت بعدين ما لقيت حالي غير زوجي حاملني وآخذني على النقطة (المركز الطبي)، وعيت بالنقطة .. والممرضة عم تسفقني (تصفعني) عشان أًصحى".

وقال الديراني (20 عاما) وهو مصور كان يعمل على توثيق حالات ضحايا الهجمات أثناء الحرب إن المسعفين كانوا بالفعل يعملون بكامل طاقتهم بعد أسابيع من قصف المدفعية والغارات الجوية التي يشنها الجيش.

ويقول إنه أمسك بكاميرته وارتدى قناعا وخرج يركض مع رجال الطوارئ إلى موقع الهجوم القريب.

وقال "في الطريق شفنا جثثا في الشارع كانوا محاولين يهربوا أو يطلعوا وما لحقوا".

وتقول مجموعات الإغاثة الطبية إن عشرات الرجال والنساء والأطفال قتلوا في هجوم بغاز سام في دوما في تلك الليلة. ونفت دمشق وحليفتها موسكو التقارير عن وقوع هجوم بسلاح كيماوي.

وشنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضربات صاروخية يوم السبت ردا على الهجوم الكيماوي المزعوم في أول تدخل عسكري غربي منسق ضد الرئيس السوري بشار الأسد منذ بدء الحرب المستمرة منذ أكثر من سبع سنوات.

ووقع الهجوم الكيماوي المزعوم في الأيام الأخيرة لهجوم نفذته قوات الحكومة على دوما التي كانت آخر مدينة تسيطر عليها المعارضة في الغوطة الشرقية التي استعادها الجيش في فبراير شباط.

وتحدث الديراني مع رويترز عبر الهاتف من منطقة تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا أرسل إليها آلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين من دوما في إطار إجلاء بموجب اتفاق استسلام مع الحكومة.

وقال إنه عندما وصل إلى المبنى الذي وقع به الهجوم وجد نحو 30 جثة على الأرض لأشخاص كانت أعينهم مفتوحة وتخرج الرغى من أفواههم.

وقال "المنظر اللي كمان ما بيروح من بالي منظر الشهداء بالبيت كيف فوق بعضن ما في مكان ندعس عليه ونمشي. كان فيه شهداء كتير في البيت. والبيت كان صغير".

وأضاف "منظر فظيع جدا".

توقف الديراني عن التقاط الصور وهرع خارجا طلبا للإسعاف بعد أن تحرقت عيناه وضاق نفسه وقال إنه كان يسعل كذلك ويشعر بألم في معدته.

وقال "المناظر اللي شفتها ما بتروح من بالي وعمري ما بتنمسح من ذاكرتي، خصوصا منظر الأطفال أكتر شي أثر فيني. الأطفال اللي عم تموت خنق أدامي (أمامي). الطفل، تخيلي، طفل بالأرض عم يرشوا عليه مي... وهو يختلج ونحن غير قادرين على أن نفعل له شيئا. ناطرينه (منتظرينه) وهو بين إيدين رب العالمين يا إما يتحسن يا إما يتوفى. وندعي أن يتوفى ولا يتعذب هذا العذاب".

وتابع "منظر النقطة الطبية اللي كانت مليانة على الآخر ... كله عم يبكي، الكادر الطبي عم يبكي، وأنا أيضا وكلنا نبكي وما قدرانين نعمل شي. هاد اليوم ما بيروح من بالي طول ما أنا عايش".

وذهب مسعفون إلى الموقع في اليوم التالي بحثا عن المزيد من الجثث. ودفن أقارب الضحايا ذويهم بعد بضعة أيام.

وتقع دوما في منطقة الغوطة الشرقية قرب دمشق حيث تعرضت ثلاث بلدات لهجمات بغاز أعصاب قتلت مئات في عام 2013.

وقالت رشا إدلبي إن واحدة من ابنتيها الصغيرتين "ازرق لونها" على الفور لأنها كانت تعاني بالفعل من مرض بالرئة من قصف كيماوي سابق. وتحدثت مع رويترز من مخيم للنازحين في منطقة تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا.

وقالت "ولحد هلق نفسي بيضيق ما بآخذ نفس مليح ووجع الرأس ما عبروح مني بنو".

© Reuters. ناشط سوري يقول الجثث كانت متناثرة في شوارع دوما

(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.