من هاسميك ماكرتشيان
يريفان (رويترز) - اعتقلت الشرطة الأرمينية ثلاثة من زعماء المعارضة واحتجزت نحو 200 محتج يوم الأحد، مما أثار انتقادات لها من الاتحاد الأوروبي، بعدما طالب متظاهرون رئيس الوزراء الجديد سيرج سركسيان بالرحيل.
ويتهم محتجون سركسيان (63 عاما) بالتشبث بالسلطة بعد تعيينه رئيسا للوزراء الشهر الجاري في أعقاب عشر سنوات أمضاها رئيسا للبلاد. وقام عشرات الآلاف من المعارضين بمسيرة عبر العاصمة يريفان وأغلقوا شوارع وسط المدينة ونظموا اعتصامات.
وتنذر الاحتجاجات، وإن كانت سلمية حتى الآن، بزعزعة استقرار حليف رئيسي لروسيا في منطقة مضطربة تشهد صراعا طويلا بين أرمينيا وأذربيجان، وإذا نجحت في تحقيق هدفها فستكون مثالا نادرا على تنفيذ إصلاحات بالقوة الشعبية في الاتحاد السوفيتي السابق.
ويتهم المعارضون سركسيان بحكم البلاد التي يقطنها نحو ثلاثة ملايين نسمة لفترة طويلة للغاية والتقرب الشديد من روسيا التي تملك قواعد عسكرية داخل أرمينيا وكذلك بعدم بذل جهود تذكر لاستئصال الفساد.
ويقول سركسيان إن بلاده تحتاج إليه وإن حزبه يتمتع بتأييد شعبي واسع.
وبموجب دستور معدل جرت الموافقة عليه عام 2015 تنتقل أغلب السلطات في الجمهورية السوفيتية السابقة إلى رئيس الوزراء ويتحول منصب الرئيس إلى منصب شرفي بدرجة كبيرة.
وقالت الشرطة في بيان إنها "أخرجت بالقوة" السياسي المعارض نيكول باشينيان واثنين من نواب البرلمان من الاحتجاج. وشاهد صحفي من رويترز أفرادا من القوات الخاصة يجذبون نائبا من يديه وقدميه ويحملونه خلف طوق أمني للشرطة.
وأكد الادعاء العام اعتقال ثلاثة من زعماء المعارضة بتهمة تنظيم احتجاج غير قانوني.
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن ممثلين للشرطة قولهم إن الأمن احتجز ما يقرب من 200 شخص في مراكز للشرطة. وقالت وزارة الصحة في بيان إن سبعة أشخاص نقلوا إلى المستشفى.
وبموجب القانون، يتعين الإفراج عن المحتجزين في غضون 72 ساعة أو فتح قضية جنائية بحقهم.
كان زعيم المعارضة باشينيان أجرى محادثات مع سركسيان الذي انسحب من الاجتماع بعد أن اتهم منافسه بمحاولة "ابتزاز" السلطات.
وقال سركسيان "هذه ليست محادثات وليست حوارا.. إنها تحذير وابتزاز للدولة وللسلطات الشرعية".
* احتجاجات صاخبة
واصل المتظاهرون مسيراتهم بأعداد كبيرة في العاصمة رغم محاولات سابقة من الشرطة لتفريقهم بالهراوات والدروع.
ونقلت وكالة انترفاكس عن بيان رسمي أن الشرطة دعت المحتجين لعدم تصعيد الموقف.
وذكرت الوكالة نقلا عن البيان "إذا لم تتم الاستجابة لتلك المطالب فإن للشرطة الحق في احتجاز المشاركين في المظاهرات واستخدام القوة".
وتجمع عشرات الآلاف من المحتجين في ساحة الجمهورية بوسط العاصمة في المساء وطالبوا باستمرار الاحتجاجات السلمية.
وقالت أنا هاكوبيان زوجة باشينيان للمحتشدين "أطلب من الجميع ألا يحيدوا عن المسار المعلن وأن يتبنوا سلميا قضية استقالة سيرج سركسيان".
ودعا الاتحاد الأوروبي إلى إجراء مزيد من الحوار والتوصل لحل سلمي.
وقال في بيان "كل من جرى اعتقالهم أثناء ممارستهم لحقوقهم الأساسية... ووفقا للقانون ينبغي إطلاق سراحهم على الفور".
وأضاف "من المهم للغاية أن تتحلى كل الأطراف بضبط النفس والمسؤولية".
ووافق البرلمان يوم الثلاثاء على تولي سركسيان رئاسة الوزراء وهو ما أثار غضب زعماء المعارضة.
وقال باشينيان لسركسيان يوم الأحد "أقوك لك: أنت لا تفهم الوضع في البلاد. الوضع مختلف عما كنت تعرفه منذ 15 أو 20 يوما".
وتابع "لقد تغير الوضع في أرمينيا. لا تتمتع بالسلطة التي قيل لك أنك تملكها. لقد انتقلت السلطة في أرمينيا إلى الشعب".
(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)