واشنطن/سول (رويترز) - قال خبراء إن كوريا الشمالية، بإعلانها تعليق التجارب الصاروخية، تبدو مستعدة في الوقت الراهن لتقبل امتلاك قدرات نووية غير مكتملة، كافية فقط لإثارة المخاوف في الولايات المتحدة لكن لا تهدد بتوجيه ضربات دقيقة لأهداف أمريكية.
وقالت كوريا الشمالية يوم السبت إنها لم تعد بحاجة إلى إجراء تجارب نووية أو تجارب إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات بعد أن حققت أهدافها لتطوير هذه الأسلحة بالفعل. لكن مسؤولين وخبراء أمريكيين لا يعتقدون أن البرنامج الكوري الشمالي اكتمل.
وجاء الإعلان قبيل محادثات بين كيم جونج أون زعيم كوريا الشمالية ومون جيه-إن رئيس كوريا الجنوبية يوم الجمعة. ومن المتوقع أن يلتقي كيم، الذي يتعرض اقتصاد بلاده لضغوط من عقوبات دولية، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أواخر مايو أيار أو في أوائل يونيو حزيران.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن من الفجوات الكبيرة في برنامج الأسلحة الكوري الشمالي هو أن بيونجيانج لم تثبت بعد أن لديها مركبات يعتد بها قادرة على الخروج من الغلاف الجوي ودخوله ويمكنها حمل رؤوس حربية إلى أهداف أمريكية على صواريخ باليستية عابرة للقارات دون أن تتحطم في الجو.
لكن مايك بومبيو رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.أي.ايه)، الذي أصبح في الفترة الأخيرة أول مسؤول أمريكي في الخدمة يجتمع مع كيم، قدر في وقت سابق هذا العام أن كوريا الشمالية لا تحتاج سوى لبضعة أشهر لتصبح قادرة على شن هجوم نووي على الولايات المتحدة.
وقال تشيونج سيونج-تشانج كبير الباحثين في معهد سيجونج جنوبي سول إن قرار كيم وقف التجارب يمثل تنازلا، نوعا ما، قبيل المفاوضات.
وأضاف "التخلي عن تجارب الصواريخ الباليستية العابرة للقارات قبل أن تكتمل تكنولوجيتها يعني أنك مستعد للتخلي على الأقل عن هذا الجزء من البرنامج الصاروخي".
لكن خبراء آخرين يقولون إن كيم لم يقدم تنازلا يذكر دافعين بأنه يمكنه رفع تعليق التجارب في أي وقت وأن برنامجه النووي حقق بالفعل هدفه الأساسي وهو إظهار تهديدات نووية صاروخية قادرة على إثارة القلق في الولايات المتحدة.
وقال جوشوا بولاك الباحث البارز في معهد ميدلبيري للدراسات الدولية في كاليفورنيا "يقولون إنها يعتد بها بما يكفي... هم على حق".
*هل تنزع قوتها النووية؟
وأشار بولاك إلى أن كيم يحتاج الصواريخ فقط لإثارة حيطة الدوائر العسكرية الأمريكية.
وأضاف "إثارة الحيطة لدى العدو لا تحتاج للكمال".
وتسعى كوريا الشمالية لرفع العقوبات التي تكبل اقتصادها. ووافقت، في اتفاقات سابقة فاشلة، على التخلي عن برنامجها النووي في مقابل مساعدات تشمل زيت الوقود ومفاعلات نووية بديلة فضلا عن ضمانات أمنية شملت تعهدا أمريكيا بعدم المهاجمة أو الغزو.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض لرويترز يوم الأحد إن إدارة ترامب "لن ترتكب أخطاء الماضي ذاتها" مشيرا إلى أن كوريا الشمالية ستحتاج لتفكيك جزء كبير من برنامجها النووي للحصول على التنازلات الأمريكية.
وأضاف "نحن نتطلع لتفكيك كبير للبرامج النووية الكورية الشمالية أولا، وحتى يتحقق نزع السلاح النووي ستستمر الحملة العالمية في ممارسة أقصى ضغط".
ويبدو أن ترامب، الذي سيصبح أول رئيس أمريكي في الخدمة يجتمع مع زعيم كوريا الشمالية، قد خفف من حماسه السابق بشأن تعليق التجارب فقال يوم الأحد إن الأزمة النووية الكورية الشمالية أبعد من أن تكون أوشكت على الحل.
وقال جوزيف بيرموديز من مشروع (38 نورث) وهو مشروع مقره واشنطن لمراقبة كوريا الشمالية إن إعلان تعليق التجارب يمكن أن يكون خطوة إيجابية إذا استمر وإذا أحرزت المفاوضات تقدما.
لكنه حذر من الإفراط في التفاؤل أو اعتبار ذلك إشارة على أن كوريا الشمالية على وشك تفكيك أسلحتها النووية.
وحتى قبل تعليق التجارب كان هناك تجميد فعلي منذ أن أجرت بيونجيانج أكبر تجاربها النووية وأعلاها تكلفة في سبتمبر أيلول وآخر تجربة صاروخية في نوفمبر تشرين الثاني.
وقال بيرموديز "هذا لا يعني أنهم تخلوا عن برنامجهم للصواريخ الباليستية على الإطلاق".
وتابع "بل يعني فقط أنهم لن يجروا تجارب في الوقت الراهن وهذا يستند على الأرجح إلى قناعة بأنهم يمكنهم انتزاع تنازلات في القمة المقبلة".
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير سها جادو)