من سليمان الخالدي
عمان (رويترز) - ذكرت وسائل إعلام حكومية وشهود وسكان أن القوات الحكومية السورية ضيقت الخناق يوم الأحد على مخيم للاجئين الفلسطينيين يسيطر عليه متشددو تنظيم الدولة الإسلامية في جنوب دمشق حيث يواجه مئات المدنيين مستقبلا غامضا.
وقالت وسائل الإعلام إن القوات الحكومية استعادت حي القدم المجاور لمخيم اليرموك الذي كان في وقت من الأوقات أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في سوريا.
جاء ذلك بعد نحو أسبوعين من حملة تستهدف استعادة آخر منطقة قرب العاصمة لا تزال خارج سيطرة الحكومة وحولت أجزاء كثيرة من المخيم الذي كان في يوما مكتظا بالسكان إلى أنقاض.
وأفادت مصادر من المعارضة بأن القوات الحكومية تخوض حاليا معارك ضارية مع المتشددين على مشارف مخيم اليرموك حيث يوجد ما بين 1500 إلى ألفي متشدد محاصرين الآن.
وصد المتشددون المحاصرون في منطقة آخذة في التقلص غارات متتالية استهدفت اقتحام معقلهم الشديد التحصين.
وذكر التلفزيون الرسمي والوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن هناك أنباء عن التوصل لاتفاق بين القوات الحكومية و"مجموعات إرهابية" في المخيم يسمح لها بالخروج الآمن إلى محافظة إدلب في شمال غرب سوريا التي تسيطر عليها المعارضة مقابل إجلاء المدنيين في قريتين شيعيتين محاصرتين في المحافظة.
وأفادا بأن تنفيذ الاتفاق سيبدأ يوم الاثنين مع وصول حافلات إلى مدخل المخيم.
ولم يذكرا الجماعات التي يشملها الاتفاق ولكن مصدرا بالمعارضة قال إن هذا الاتفاق مع هيئة تحرير الشام التي يقودها فرع القاعدة السابق بسوريا ولها نحو 200 مقاتل في المخيم.
وعلى الرغم من تعهد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وهو الجماعة الرئيسية لمقاتلي المعارضة في المخيم بمواصلة القتال فإن استسلام رفاقهم في السلاح قد يعجل بالتوصل لاتفاق مماثل وذلك حسبما قال مصدران بالمعارضة.
وحملة اليرموك جزء من هجوم أوسع تدعمه روسيا لاستعادة آخر جيب في أيدي المعارضة حول العاصمة بعد انتزاع السيطرة على الغوطة الشرقية هذا الشهر.
والهجوم مستمر دون هوادة منذ شنت دول غربية ضربات جوية في 14 أبريل نيسان لمعاقبة الحكومة على ما يشتبه بأنه هجوم بغاز سام.
*المرضى والمسنون
ويكتنف الغموض مصير مئات الفلسطينيين الذين لا يزالون في المخيم، ومعظمهم مرضى ومسنون وأطفال.
ودعت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الأطراف المتحاربة إلى تجنب المدنيين.
وقال أبو أسامة، وهو ساكن فر من المخيم قبل يومين إلى بلدة يلدا القريبة لينضم إلى آلاف آخرين يلتمسون الأمان النسبي هناك منذ بداية أحدث حملة عسكرية "هناك بعض الأسر التي دفنت تحت الأنقاض وليس بمقدور أحد انتشال جثثهم".
وقال رامي السيد، الذي سبقت له الإقامة باليرموك ويعيش الآن على أطرافه، "النظام يدفن ويدمر فحسب... ثم يحاول التقدم على عدة جبهات".
وتحاصر القوات الحكومية المخيم منذ سيطرت عليه المعارضة في 2012 وكان يسكنه نحو 160 ألف فلسطيني قبل بداية الصراع السوري في 2011 ولاجئون من حرب عام 1948 ومن ينحدر من نسلهم.
وذكرت وكالة أعماق التابعة للدولة الإسلامية إن مقاتليها صدوا أحدث هجمات على مواقعهم في حيي القدم والتضامن وقتلوا ما لا يقل 17 من مقاتلي القوات الحكومية قنصا.
وقالت مصادر من المعارضة إن المتشددين توغلوا ليل السبت في بعض المواقع بالجيب الواقع جنوب دمشق والذي تسيطر عليه قوات المعارضة الرئيسية التي تعمل تحت مظلة الجيش السوري الحر.
وأشار مصدر في المعارضة مؤكدا تسريبات في وسائل إعلام حكومية إلى أنه جرى التوصل إلى اتفاق ليل السبت برعاية روسية لإجلاء مقاتلي الجيش السوري الحر المتمركزين في بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم المتاخمة للمناطق التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية إلى مناطق المعارضة في شمال سوريا.
وتستهدف القوات الحكومية أيضا مقاتلي الجيش السوري الحر وذلك في محاولة لإجبارهم على الاستسلام.
(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية -)