- Investing.com بعد تحذيرات خبراء الاقتصاد المتتالية من استنزاف احتياطيات الوقود والبنزين في استراليا خلال أسابيع قليلة، أصدرت الحكومة الأسترالية قرار بإجراء مراجعة حول إمدادات الوقود، للتأكد من صحة هذه الآراء والتوقعات.
وبحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية، فإنه من الضروري أن تمتلك البلدان احتياطي من الوقود يكفي لمدة 90 يومًا، إلا أن أستراليا فشلت في تحقيق هذه المستويات منذ 2012، فتقرير " إحصائيات البترول الأسترالية لعام 2018" يشير إلى أن أستراليا لديها ما يكفي لتغطية 23 يومًا فقط من الطلب على البنزين و20 يومًا من وقود الطائرات و17 يومًا من الديزل للاستخدام في حالة الطوارئ.
كما أن التقرير يشير إلى أن باقي الكميات سيتم تغطيتها من خلال الائتمان الخارجي، وهو نظام يتيح لاستراليا شراء المواد النفطية إذا ساءت الأحوال، هذا بالإضافة إلى أن أحدث البيانات في يناير كشفت امتلاك أستراليا مخزونات وقود تكفي لأقل بقليل من 50 يومًا، بعدما كانت تمتلك ضعف هذه الكمية منذ خمس سنوات.
وقال "جوش فرادنبرغ" وزير الطاقة الأسترالي إنه من الحكمة فعل ذلك، ولكن لا يجب تفسير هذه المراجعة على أن البلاد لديها مشكلة تتعلق بالوقود، مشيرًا إلى أن اعتماد استراليا على الوقود المستورد ارتفع خلال العشر سنوات الأخيرة بسبب إغلاق ثلاث مصافي للنفط داخل استراليا، وتراجع الإنتاج المحلي بنحو الثلث مع نضوب الحقول القديمة.
في الوقت الحالي تعتمد أستراليا على الواردات في تغطية أكثر من 90% من احتياجات الوقود، فهي تحصل عليها من النفط القادم من منطقة الشرق الأوسط الذي يتم معالجته في معامل التكرير الصينية والسنغافورية والكورية الجنوبية، وبعد ذلك يتم شحنها إلى أستراليا على هيئة ديزل وبنزين ووقود طائرات.
وأشار "جون بلاكبرن" الخبير الإستراتيجي خلال تصريحات لصحيفة "ذا أستراليان" إلى أن البلاد ستواجه الكثير من المشكلات الصعبة خلال الأسبوعين القادمين، إذا حدث أي خلل أو اضطرابات في إمدادات النفط العالمية، وربما يتسبب ذلك في حدوث أزمات لوجستية كبيرة، خاصة وأن أستراليا تطمح للحصول على إمدادات من الخارج ولا توجد خطة بديلة.
ويرى ""ستيفن إنيس" المحلل لدى شركة "أواندا" السنغافورية أن الوضع الحالي في أستراليا أصبح حرج للغاية، فيما يخص احتمالية تعطل الإمدادات النفطية، الذي سيترتب عليه أن تظل أستراليا حبيسة معاناتها نتيجة اعتمادها بشكل كلي على الاستيراد.
وأضاف، أن أستراليا لن تتمكن من مد خط أنابيب جديد نظرًا لأن ذلك سيحتاج إلى خدمات لوجستية كبيرة، وبالتالي ستزداد المشكلات إذا تباطأت سلاسل الإمداد، أو حدث أي تغيير في مسار السفن، أو حدث تصعيد في الأزمة السورية.
أما الحكومة الأسترالية فهي ترى أنه لا داعي للخوف والذعر، فقد أكد وزير الطاقة على أن إمدادات أستراليا من الوقود أثبتت على مدى العقود الأربعة الماضية أنها ذات مرونة كبيرة.