من سليمان الخالدي
عمان (رويترز) - أعلن الجيش السوري ومقاتلون من المعارضة وسكان أن مئات من مقاتلي المعارضة غادروا آخر الجيوب الرئيسية المحاصرة للمعارضة في سوريا يوم الاثنين مع توقع أن يغادر آلاف آخرون بعد هجوم استمر شهورا للقوات الحكومية بدعم من روسيا.
وغادرت أول قافلة حافلات تقل مئات من مقاتلي المعارضة مع أسرهم وترافقها قوات من الشرطة العسكرية الروسية مدينة الرستن في بداية عملية إجلاء تستمر أسبوعا من بلدات وقرى في جيب يقع بين مدينتي حمص وحماة.
وأذعن مقاتلون يمثلون عدة جماعات رئيسية من الجيش السوري الحر لاتفاق فرضته روسيا بعد محادثات مطولة مع القادة الروس في بلدة الدار الكبيرة في ريف حمص الشمالي في الثاني من مايو أيار.
وأجبرهم هذا الاتفاق على تسليم الأسلحة الثقيلة وأعطى مقاتلي المعارضة غير المستعدين للتوصل لسلام مع الجيش خيار المغادرة بأسلحتهم الخفيفة إلى مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة في شمال سوريا.
وسيتم إمهال المتهربين من التجنيد ستة أشهر.
وقال مقاتلو المعارضة وسكان إن روسيا مارست ضغوطا من خلال قصف البلدات الرئيسية في الجيب حيث يعيش أكثر من 300 ألف نسمة في تصعيد أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وأضافوا أن الروس أغلقوا معبرا حدوديا قرب طريق رئيسي لمنع المدنيين من الفرار لزيادة الضغوط على مقاتلي المعارضة لقبول الشروط.
وقال سكان ومفاوضون من المدنيين إن المخاوف من شن الروس والقوات الحكومية السورية هجوما أعنف بحجم الهجوم الذي أنهى سيطرة مقاتلي المعارضة على حلب في 2016 والغوطة الشرقية الشهر الماضي أدى إلى هذا الاستسلام لإنقاذ أرواح المدنيين.
وقال عبد العزيز البرازي وهو أحد مفاوضي المعارضة المدنيين لرويترز إنهم لم يتركوا لمقاتلي المعارضة خيارا بعد قصف المدنيين سوى الخضوع أو تدمير مناطقهم وجعل المدنيين يدفعون الثمن.
*قصف
وأصبحت الحرب تسير في صالح الرئيس بشار الأسد منذ تدخل روسيا إلى جانبه في 2015. واستعادت القوات الحكومية السيطرة على أكبر جزء من البلاد بمساعدة الروس والإيرانيين بعد أن كانت لا تسيطر إلا على أقل من خمس سوريا في 2015.
وأنهت حملة قصف ضخمة بدأت في فبراير شباط الماضي مقاومة آخر جيوب المعارضة في الغوطة الشرقية،أكبر جيب حول العاصمة، والذي صمد لسنوات في وجه حصار وهجمات متعاقبة للجيش.
وأدى سقوط الغوطة إلى إضعاف معنويات قوات المعارضة في المناطق الأخرى الواقعة في مناطق أبعد إلى الشرق من العاصمة قرب الحدود العراقية وفي جيب بجنوب دمشق.
ولم يتبق الآن أي منطقة محاصرة سوى جيب صغير في جنوب دمشق حيث يخوض مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية معركة أخيرة في وقت تدمر فيه الغارات الجوية مخيم اليرموك، وهو أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في سوريا، وبلدة الحجر الأسود القريبة.
ومن المتوقع مغادرة آخر دفعة من مقاتلي المعارضة في الجيوب المتبقية بجنوب دمشق، التي تشمل مدن ببيلا ويلدا وبيت سحم، خلال هذا الأسبوع.
ويترك الاتفاق الخاص بجيب حمص وحماة المدنيين السنة بشكل أساسي بلا حماية حيث يشعر سكان كثيرون بالخوف من قيام فصائل من القرى العلوية المحيطة بهم بالانتقام منهم.وبناء على ذلك يقول مقاتلو المعارضة في الجيب إنهم حصلوا بموجب هذا الاتفاق على ضمانات بأن تقوم الشرطة العسكرية الروسية بنشر نقاط تفتيش في الجيب لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد. ويرى مقاتلو المعارضة هذه الخطوة ضمانا ضد دخول فصائل موالية للأسد.
(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية- تحرير مصطفى صالح)