واشنطن (رويترز) - سعى وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس يوم الأربعاء إلى تبديد المخاوف من أن تكون الولايات المتحدة قد أبعدت نفسها عن حلفائها المقربين بقرارها الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.
ولم يشر الوزير، الذي تحدث علنا في السابق عن ضرورة الالتزام بالاتفاق لكنه عاد وغير موقفه، إلى أي خلاف مع الرئيس دونالد ترامب في أعقاب قرار الرئيس الانسحاب من الاتفاق.
لكن بعد يوم من قرار ترامب الذي عكر صفو العلاقات الأمريكية الأوروبية لمح ماتيس إلى أنه لا يزال يعمل مع شركاء واشنطن للتصدي للمخاوف الأمريكية بشأن طموحات إيران النووية وأفعالها في المنطقة.
وقال ماتيس للجنة المخصصات بمجلس الشيوخ "سنواصل العمل إلى جانب شركائنا وحلفائنا لضمان عدم امتلاك إيران أبدا لسلاح نووي، وسوف نعمل مع آخرين على التصدي لنفوذ إيران الخبيث".
ومنذ توليه الوزارة في العام الماضي عزز ماتيس الروابط مع الحلفاء الأوروبيين حتى في الوقت الذي أثار فيه ترامب شكوكا حول حلف شمال الأطلسي.
وقال ترامب إن إيران سوف تتفاوض وإلا "سيحدث شيئا ما". ولم يتضح بعد أي إجراءات ينوي ترامب اتخاذها.
وأثار قرار ترامب مخاطر تأجيج صراعات في الشرق الأوسط وألقى بغموض حول إمدادات النفط العالمية. وارتفعت أسعار الخام أكثر من ثلاثة في المئة يوم الأربعاء ولامس خام برنت أعلى مستوى له خلال ثلاثة أعوام ونصف.
ولم يشر ماتيس إلى قرب عمل عسكري، وأبلغ اللجنة التي تملك خيوط التمويل للحكومة أنه لا يتوقع أن يطلب مزيدا من التمويل للجيش بسبب الاتفاق الإيراني إلا إذا اختارت إيران غير ذلك.
وقال ماتيس "لا أتوقع طلب مزيد من الأموال. في حالة ما إذا فعلت إيران شيئا ما، فتلك قضية مختلفة. لكني لست قادما إليكم بطلب تمويل إضافي تكميلي".
وقد يعزز الانسحاب الأمريكي من الاتفاق قبضة المحافظين على المشهد السياسي الإيراني على حساب المعتدلين وفي مقدمتهم الرئيس حسن روحاني. وعلق المعتدلون الأمل على أن يسفر الاتفاق عن تعزيز مستويات المعيشة رغم النجاح المحدود حتى الآن.
وقال مسؤول أمريكي مطلع لرويترز إن ماتيس شدد في أحاديث خاصة على الحاجة للعمل مع الحلفاء نظرا للتهديد الذي يعتقد أن إيران تشكله بالمنطقة. لكنه أقر علنا بأن الاتفاق النووي الإيراني معيب ويحتاج لتعديل.
وخلال جلسة يوم الأربعاء، قال ماتيس إن قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق لم يكن قرارا متسرعا.
وأضاف "أعتقد أن لدينا الآن الفرصة للمضي قدما في التعامل مع هذا القصور وجعل هذا (الاتفاق) أكثر تأثيرا".
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)