دبي (رويترز) - قالت رئيسة بعثة صندوق النقد الدولي في دولة الإمارات العربية المتحدة يوم الخميس إن بدء تطبيق ضريبة القيمة المضافة في البلاد مضى بسلاسة، وإن التضخم الذي قفز بسببها سيتراجع بعد ذلك.
وأضافت ناتاليا تاميريزا أن ضريبة القيمة المضافة التي فرضت بواقع خمسة بالمئة في بداية العام الجاري تمثل تحولا إداريا وثقافيا كبيرا في بلد اعتاد أن يفرض ضرائب في أضيق الحدود.
وقالت تاميريزا لرويترز بعد زيارة إلى دولة الإمارات لإجراء محادثات مع السلطات "بالنظر إلى التحديات، تم إدارة تطبيق ضريبة القيمة المضافة بشكل جيد وسلس نسبيا".
وقفز التضخم السنوي لأسعار المستهلكين إلى 4.8 بالمئة في يناير كانون الثاني، مسجلا أعلى مستوياته منذ 2015، لكنه تراجع إلى 3.4 بالمئة في مارس آذار.
وقالت تاميريزا إن أحدث البيانات تشير إلى أن تأثير الضريبة سيكون قصير الأمد، لأسباب من بينها هبوط التضخم في قطاعات في الاقتصاد لا تشملها ضريبة القيمة المضافة.
ودفع هبوط الأسواق العقارية في أبوظبي ودبي إيجارات الوحدات السكنية للانخفاض، وهو ما ضغط بشدة على مؤشرات أسعار المستهلكين.
وتوقعت تاميريزا أن يبلغ متوسط التضخم 3.5 بالمئة هذا العام، ارتفاعا من 2.0 بالمئة العام الماضي، لكنه سيستقر في نهاية المطاف عند حوالي 2.5 بالمئة.
وقالت إنها تتوقع أن تؤدي الضريبة الجديدة إلى زيادة الإيرادات بنحو 1.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في الأجل الطويل.
وأضافت أن ضعف سوق العقارات له تأثير كبير على الاقتصاد، وأن السلطات تحتاج إلى مراقبة ذلك بعناية. وهبط متوسط الإيجارات 10.2 بالمئة في أبوظبي في 2017، بينما تراجع 5.2 بالمئة في دبي بحسب بيانات المصرف المركزي.
وقالت تاميريزا "هناك إمدادات مستمرة تأتي إلى السوق على الأقل لهذا العام، ومن المرجح أن يبقي التوازن بين العرض والطلب على ضعف الأسعار".
لكن لأسباب من بينها الخطوات التي اتخذتها السلطات للحد من المضاربات، فإن ضعف أسعار العقارات لا يشكل تهديدا منهجيا للاقتصاد كما كان الحال قبل حوالي عشر سنوات أثناء أزمة دبي المالية.
وقالت تاميريزا إن من السابق لأوانه تقييم تأثير انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني على دولة الإمارات، لأسباب من بينها أن التأثير على إيران نفسها لم يتضح بعد.
وقد تستفيد دولة الإمارات إذا واجهت إيران صعوبات في بيع نفطها، لأن ذلك سيعطي منتجي النفط العرب مجالا أكبر لزيادة صادراتهم من الخام بأسعار أعلى. لكن دبي لديها صلات أعمال وثيقة بإيران، حيث يقول خبراء اقتصاديون إن تلك الأنشطة قد تتأثر.
(إعداد علاء رشدي للنشرة العربية - تحرير وجدي الألفي)