- Investing.com أعلن البنك المركزي الأرجنتيني رفع أسعار الفائدة إلى 40%، من أجل تعزيز قيمة "البيزو" ولمنع المستثمرين من الهرب خارج البلاد، في الوقت نفسه تراجعت قيمة الليرة التركية إلى مستوى قياسي، بالتزامن مع انخفاض الروبل الروسي وهبوطه إلى أدنى مستوياته في ثلاث سنوات.
وبدأت الأسواق الناشئة تبدو أكثر ضعف وهشاشة، حيث تنهار دولة تلو الأخرى وتدخل في أزمات لا نهائية، وبالطبع ربما تكون أحداث عابرة مؤقتة، فمن المعروف أن البلدان النامية تعاني من اضطرابات وتقلبات دائمة، وربما تكون إنذار لشئ أكثر جدية وفقًا لما جاء في تقرير لـ "التلغراف".
في الفترة الأخيرة ارتفعت أسعار الفائدة الأمريكية، وهذا أمر سئ للغاية بالنسبة لدول العالم النامية، إلى جانب تصاعد الحرب التجارية بين الصين وأمريكا، وتأثيره السلبي على السوق العالمي، كما أن سيطرة التكنولوجيا على العديد من مؤشرات الأسهم في هذه الأسواق، الأمر الذي جعل المحللون يتوقعون حدوث أزمة في الأسواق الناشئة.
يشهد الاقتصادي الأمريكي انتعاشة قوية خلال الفترة الحالية، ومن المتوقع أن يرتفع نموه بنسبة 2.3% خلال العام الجاري، بالإضافة إلى تحفيز التخفيضات الضريبية الأخيرة للطلب، في الوقت نفسه بدأت أمريكا تشديد السياسة النقدية للفيدرالي، ومن المعروف أن زيادة سعر الفائدة يؤثر بشكل سلبي على الأسواق الناشئة التي تتحمل الكثير من الديون الدولارية.
الحرب التجارية العالمية بين أمريكا والصين من أهم الأسباب التي تنذر بقدوم أزمة قريبة بالأسواق الناشئة، فالتعريفات الجمركية التي فرضها "دونالد ترامب" على واردات أمريكا من الصلب والألمنيوم سيؤذي الجميع، وخاصة الأسواق الناشئة، كما أن رغبة الصين والاتحاد الأوروبي في اتخاذ إجراءات انتقامية للرد على تعريقات "ترامب" جعل الأمر يزداد سوءًا، فتصاعد التوترات والخلافات التجارية سيجعل الأسواق الناشئة غير قادرة على صد الضربات التي ستتلقاها من كل الجهات، نظرًا لاعتمادها بشكل أساسي على الصادرات من أجل دعم نموها الاقتصادي، خاصة صادرات السلع المصنعة إلى أمريكا وهو القطاع المتوقع تأثره بصورة أكبر بالرسوم الجمركية.
وفيما يتعلق بمؤشرات الأسهم بالأسواق الناشئة الأساسية، يرى أغلب مستثمري الصناديق المدرجة بها أنهم يشترون أسهمًا في مجموعة كبيرة من البلدان الصناعية التي تُصدر السلع إلى أوروبا الغربية وأمريكا.
في الحقيقة، تستحوذ شركات التكنولوجيا بشكل أكبر على استثمارات هذه الصناديق، ويمثل قطاع تكنولوجيا المعلومات الآن 7% من مؤشر "إم إس سي آي" للأسواق الناشئة، أما الصناعات مثل المواد الاستهلاكية والمواد الغذائية لا تمثل سوى 5% فقط.
من بين هذه الشركات شركتي "علي بابا" و"تنسنت" الصينيتان وشركة "سامسونج" الكورية الجنوبية و"تايوان سميكوندكتورس" لأشباه المواصلات، هذه الشركات لها قيم هائلة وتنافس نظيرتها الأمريكية مثل "أمازون" و"فيسبوك" بقوة، لذا فهي شركات ناجحة وفي المستقبل سيكون لها مكانة كبيرة، إلا أنها ربما تشهد انخفاضات حادة قريبًا، فالتكنولوجيا متقلبة، والأسواق الناشئة نفسها متقلبة بصورة كبيرة.