من توم وستبروك وروزانا لطيف
كوالالمبور (رويترز) - منع رئيس الوزراء الماليزي الجديد مهاتير محمد يوم السبت سلفه نجيب عبد الرزاق من مغادرة البلاد مشيرا إلى وجود دليل كاف للتحقيق في علاقته بفضيحة فساد بمليارات الدولارات.
وأصدرت سلطات الهجرة حظرا على السفر إلى الخارج بحق نجيب وزوجته روسماه منصور بعد دقائق من إعلان نجيب أنه سيغادر البلاد في رحلة تستمر لمدة أسبوع للاستجمام بعد هزيمته في انتخابات عامة جرت الأربعاء.
وقال مهاتير في مؤتمر صحفي "صحيح... لقد منعت نجيب من مغادرة البلاد" مضيفا أن هذا الإجراء يجنب الحكومة مشكلات مطالبتها اللاحقة لأي دولة بتسليمه.
وقال "هناك دليل كاف على أنه يجب التحقيق في أمور محددة ... قام بها رئيس الوزراء السابق وسيتم تطبيق القانون (عليه) إذا لزم الأمر".
وعلى مدار يوم السبت الذي شهد تطورات متلاحقة اختار مهاتير عددا من الوزراء ومنهم ليم جوان إنج المصرفي السابق والمحاسب القانوني الذي أسند إليه منصب وزير المالية. ويشغل ليم حاليا منصب رئيس وزراء ولاية بينانج لكنه غير معروف على نطاق واسع في الدوائر المالية الدولية.
وهذه هي المرة الثانية في تاريخ ماليزيا، منذ حصولها على الاستقلال قبل ستة عقود، التي يسند فيها هذا المنصب إلى عضو في الأقلية الصينية.
كما عين مهاتير وزيرين للدفاع والداخلية وقال إنه سيعين وزراء آخرين لاحقا. وسيختار مهاتير مع نائبته وان عزيزة وان إسماعيل، زوجة السياسي الماليزي المسجون أنور إبراهيم، باقي أعضاء الحكومة.
واختيرت محافظة البنك المركزي السابقة زيتي أختر عزيز والملياردير روبرت كوك ضمن فريق خاص من الشخصيات البارزة التي ستقدم النصح للحكومة فيما يتعلق بالشؤون الاقتصادية والمالية خلال المئة يوم المقبلة.
وشغل مهاتير سابقا منصب رئيس الوزراء لمدة 22 عاما وكان أسلوبه في الحكم صارما ومثيرا للخلاف.
وقال مهاتير أيضا إنه أقال النائب العام الذي برأ ساحة نجيب من أي مخالفة في فضيحة الصندوق.
وأحجم النائب العام أباندي علي عن التعليق على الأمر.
ومع تعرض نجيب لضغوط متزايدة تمكن أنور من التعاون مع مهاتير، سواء من داخل محبسه أو من غرفته بأحد المستشفيات، من أجل إلحاق الهزيمة بالائتلاف الذي كان يرأسه نجيب.
ونقل مهاتير عن سلطان البلاد قوله إن عفوا شاملا عن أنور سيعلن في القريب العاجل.
وقالت نور العزة ابنة أنور لرويترز إن والدها سيطلق سراحه على الأرجح يوم الثلاثاء.
والتقى مهاتير يوم السبت مع أنور في غرفته بأحد المستشفيات حيث يتعافى بعد عملية جراحية في كتفه. ولم يصدر أي تصريح عما جرت مناقشته خلال أول اجتماع بينهما منذ فوز تحالفهما بالانتخابات.
* إلغاء العطلة
قال نجيب في تغريدة على تويتر بعد إعلان إدارة الهجرة حظر سفره "تم إبلاغي بأن إدارة الهجرة الماليزية لن تسمح لي ولأسرتي بالسفر للخارج... أحترم هذا الأمر وسأبقى أنا وأسرتي في البلاد".
وجاءت الإجابة عن تساؤلات عن مكان نجيب عندما ظهر في اجتماع في مقر حزبه ليعلن استقالته من رئاسة حزب المنظمة الوطنية المتحدة للملايو وكذلك رئاسة تحالف باريسان الذي حكم ماليزيا لستة عقود.
خسر نجيب (64 عاما) الانتخابات العامة أمام تحالف بزعامة مهاتير الذي كان مرشده ومعلمه وتحول إلى خصمه. وتعود الخسارة جزئيا للاستياء العام من فضيحة الصندوق.
وتكشفت الأنباء في 2015 عن سرقة نحو 700 مليون دولار من الصندوق وقالت تقارير إن تلك الأموال ذهبت إلى حسابات مصرفية شخصية تخص نجيب.
ونفى نجيب ارتكاب أي مخالفات وبرأ النائب العام الماليزي ساحته حتى بعد أن قالت السلطات الأمريكية إن أكثر من 4.5 مليار دولار سرقت من الصندوق في عمليات احتيال دبرها خبير مالي معروف بأنه مقرب من نجيب وأسرته.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)