💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

تحقيق-سكان الموصل يؤكدون أهمية المشاركة في أول انتخابات بعد هزيمة الدولة الإسلامية

تم النشر 13/05/2018, 02:58
تحقيق-سكان الموصل يؤكدون أهمية المشاركة في أول انتخابات بعد هزيمة الدولة الإسلامية

من راية الجلبي

الموصل (العراق) (رويترز) - لم تر أم ليلى وفريدة حسن بعضهما بعضا منذ اليوم الذي ساعدهما فيه جنود عراقيون على الهرب من الحكم المتوحش لتنظيم الدولة الإسلامية في الموصل.

والتقت السيدتان سويا مرة أخرى في أحد مراكز الاقتراع بالموصل وهي مدينة سنية شعر سكانها طويلا بالتهميش على يد نفس الساسة الشيعة الذي يتنافسون حاليا على منصب رئيس الوزراء بعد الانتخابات البرلمانية التي أجريت يوم السبت.

وقالت فريدة حسن وهي تقبل جارتها "لم أكن أتصور أنني سألتقي بك مرة أخرى وبصفة خاصة ليس هنا.. لمن ستدلين بصوتك".

وفي حين أن نسبة التصويت في باقي أنحاء البلاد قد تصل إلى نحو 40 في المئة وهو انخفاض في الإقبال على التصويت عن الانتخابات السابقة فإن سكان الموصل خرجوا بأعداد كبيرة يوم السبت رغم أن كثيرين لا يعتقدون أن نسبة الإقبال ستتجاوز 40 في المئة في المدينة.

ورحب سكان الموصل في البداية بتنظيم الدولة الإسلامية المتشدد الذي اجتاح مناطق كثيرة من العراق في 2014 واستغل الاستياء العام تجاه الحكومة التي يقودها الشيعة ويترأسها نوري المالكي الذي يأمل الآن أن يختاره البرلمان الجديد رئيسا للوزراء مرة أخرى.

ويتهمه السنة في أكبر مدينة في الشمال بتبني أجندة طائفية وبتهميش أقليتهم السنية.

ومع تعرض أجزاء كثيرة من المدنية للدمار بسبب الحرب الطاحنة ضد الدولة الإسلامية يأمل السكان في أن تساعد أصواتهم في انتخاب جيل جديد من الزعماء يهتم بأمرهم خلافا للجيل السابق الذين يصمونهم بالفساد وعدم الكفاءة.

وقال طالب جامعي يدعى محمد فراس مجيد (20 عاما) "باعونا والآن يريدون شرائنا مجددا بثمن بخس".

* توترات طائفية

يثني البعض على رئيس الوزراء حيدر العبادي فيما يتعلق بهزيمة المتشددين الذين أرهبوهم على مدى ثلاث سنوات ويقرون بأن المهندس الذي تلقى تعليمه في بريطانيا يروج للمصالحة.

لكن الشكوك لا تزال عميقة في العراق الذي انزلق إلى حرب أهلية طائفية في عامي 2006 و2007. وليس كل سكان الموصل متحمسين بشأن الانتخابات.

وزارت رويترز ثمانية مراكز اقتراع في الموصل خلال اليوم ورأت إقبالا من العرقيات المختلفة.

وفي النصف الغربي من المدينة الذي عانى من أشد الأضرار خلال الحرب كانت مراكز الاقتراع أكثر ازدحاما من مثيلاتها في شرق المدينة الذي يعود للحياة الطبيعية تدريجيا.

وأظهرت بيانات جمعتها رويترز من نحو 20 مركزا للتصويت في أنحاء المدينة أن معدل الإقبال يتراوح بين 30 و40 بالمئة.

وانحسر التصويت بعد بداية قوية، وذلك إلى حد كبير بسبب حظر على القيادة في أنحاء البلاد بسبب مخاوف أمنية. واضطر الكثير من الناس للسير وسط الركام والشاحنات المنقلبة للوصول إلى مراكز الاقتراع في المدينة، تلاحقهم ذكريات التجويع في الأحياء التي مروا بها.

وقال محمد بلال، وهو فني معامل يقيم حاليا في شرق الموصل ويأمل في أن يتمكن السنة من العودة بعد أن تبدلت حظوظهم عندما أطاح غزو قادته الولايات المتحدة بصدام حسين قبل 15 عاما "لكن كان علينا أن نأتي وندلي بأصواتنا".

وأضاف "منذ عام 2003، لم يصوت أي منا أبدا حيث كنا متشككين في النظام الجديد. لكن هذا العام يجب أن يكون مختلفا. آن الأوان لأن نشارك في السياسة وأن نطالب بحقوقنا".

وكان البعض يحملون على المقاعد المتحركة وما زالت بهم آثار من جروح جراء التعذيب على يد تنظيم الدولة الإسلامية، بينما نام آخرون في بيوتهم المهدمة جزئيا لكي يتمكنوا من الوصول إلى لجان الاقتراع في الوقت المحدد.

وبالنسبة لمن لديهم سعة من المال، فقد دفعوا بضع دولارات مقابل أن تقلهم حافلة صغيرة مرخصة عبر المدينة، وهناك أيضا من تمكنوا من اللحاق بحافلات دفع أجرتها مرشحون مختلفون.

وقال محمد عماد يونس (26 عاما)، وهو طالب جامعي يحمل سياسات من يحكمون العراق مسؤولية استيلاء تنظيم الدولة الإسلامية على ثلث البلاد في عام 2014 "لم نعتد أبدا الاهتمام بأمر الانتخابات، لكن يتعين علينا الآن أن نهتم".

وأضاف "هذه هي المرة الأولى التي أصوت فيها. هؤلاء الساسة الفاسدون أنفسهم سمحوا لداعش (تنظيم الدولة الإسلامية) بالدخول إلى الموصل والآن علينا أن نصوت ضدهم".

وبدا أن آخرين يمشون مع التيار السائد دون إدراك لأهمية المشاركة في الانتخابات.

وقال ناصر عامر مجيد (46 عاما)، وهو ضابط جيش متقاعد كان يصوت في شرق الموصل "لست مؤمنا في الواقع بالمرشح الذي أصوت له".

وقال بعض السكان إن الإقبال الكبير كان نتيجة لتقديم مرشحين هبات لسكان المناطق الأكثر فقرا في غرب الموصل. ولم يتسن لرويترز التحقق من هذا الأمر.

وعشية الانتخابات، شاهد أحد مراسلي رويترز جدلا بين محافظ نينوى ومدير مكتب المفوضية العليا للانتخابات في المحافظة محمد هاني البدراني بشأن المرور وبيع بطاقات هوية ناخبين بشكل غير قانوني.

واشتكى من أن مئات من بطاقات الهوية التي تخص موتى من تنظيم الدولة الإسلامية تشتري وتباع من قبل المرشحين المنافسين في المحافظة.

وقال البدراني في وقت لاحق لرويترز إنه لا يستطيع أن يسيطر على ما تفعله أسرة ببطاقة هوية ابنها المشتبة في انتمائه لتنظيم الدولة الإسلامية.

وقبل ساعتين من إغلاق مراكز الاقتراع، كان رجال ونساء في المدينة يسقطون بالفعل لافتات الحملات الانتخابية وينزعون منها الأجزاء المعدنية أملا في بيعها خردة.

(إعداد حسن عمار وإسلام يحيى للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.