من إيمانويل جاري وإنجريد ميلاندر
باريس (رويترز) - عكفت الشرطة يوم الأحد على إجراء تحريات عن خلفية الفرنسي المولود في إقليم الشيشان الذي قتل رجلا في هجوم بسكين في باريس، واستجوبت والدي وأحد أصدقاء المهاجم البالغ من العمر 21 عاما الذي كان مصنفا من قبل على أنه يشكل خطرا أمنيا محتملا.
وفي وقت متأخر من مساء السبت، طعن المهاجم عددا من المارة وهو يصيح "الله أكبر" وقتل رجلا (29 عاما) وأصاب أربعة آخرين بينهم صيني ومواطن من لوكسمبورج قبل أن تطلق عليه الشرطة النار وتقتله.
وقال مصدر قضائي إن المهاجم يدعى حمزة دون أن يذكر اسمه بالكامل، بينما قال تلفزيون بي.إف.إم ووسائل إعلام فرنسية أخرى إن اسمه بالكامل حمزة عظيموف.
وقع الهجوم في حي الأوبرا المزدحم بوسط باريس الذي يرتاده السائحون عادة لكثرة مطاعمه ومقاهيه ومتاجره الشهيرة ودار أوبرا باريس.
والهجوم هو الأحدث في سلسلة هجمات تعرضت لها فرنسا وقتل فيها أكثر من 240 شخصا منذ يناير كانون الثاني 2015.
وقال بنجامين جريفو المتحدث باسم الحكومة إن المهاجم كان مدرجا منذ عام 2016 على قائمة مراقبة لمكافحة الإرهاب تضم أشخاصا يشتبه أنهم متشددون وربما يشكلون خطرا على الأمن القومي.
ويبرز الهجوم بالطعن من جديد مدى الصعوبة التي تواجهها أجهزة المخابرات الأوروبية في تعقب المشتبه بأنهم متطرفون ومواجهة التهديد الذي يشكله المتشددون المحليون أو الأجانب.
وفرنسا عضو في تحالف تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، كما تدخلت في مالي لدحر جماعات إسلامية متشددة سيطرت على شمال البلاد.
وعرضت التدخلات العسكرية بالخارج فرنسا لهجمات من المتشددين الإسلاميين في الداخل.
وقال جريفو في مقابلة مشتركة بين شبكتي (إل.سي.آي) و(آر.تي.إل) وصحيفة لو فيجارو إن المهاجم حصل على الجنسية الفرنسية عندما حصلت والدته على الجنسية في عام 2010.
ورفض المتحدث انتقادات بعض معارضي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أن الحكومة لا تبذل جهدا كافيا لوقف مثل هذه الهجمات قائلا "انتفاء المخاطر تماما أمر غير موجود".
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم، لكنه لم يقدم أي دليل على ذلك. وقال جريفو إنه لم يتم التحقق بالكامل من إعلان المسؤولية.
وقالت مصادر قضائية إنه جرى احتجاز والدي المهاجم وصديق له لاستجوابهم. وذكر مصدر أن الصديق، الذي ألقي القبض عليه في مدينة ستراسبورج بشرق فرنسا، من مواليد عام 1997.
وقال تلفزيون بي.إف.إم إن المهاجم عاش لفترة طويلة في ستراسبورج قبل أن ينتقل إلى باريس العام الماضي.
* "اختبأنا تحت الطاولة"
قال ماكرون إن فرنسا "لن تتراجع قيد أنملة في مواجهة أعداء الحرية"، وأشاد بأفراد الشرطة "لنجاحهم في تحييد الإرهابي".
وقال روكو كونتينتو ممثل اتحاد الشرطة لرويترز إن المهاجم اندفع نحو أفراد الشرطة مساء السبت بعد طعنه المارة بسكين وهو يصرخ "سأقتلكم، سأقتلكم".
وأطلقت الشرطة النار عليه بعد ذلك وقتلته.
وقالت إيما كليبي (32 عاما) وهي أسترالية كانت تنتظر لدخول أحد المطاعم ورأت رجلا أصيب في الهجوم "كان الأمر مرعبا".
وأضافت كليبي التي تعمل بتدريس اللغة الإنجليزية في باريس "سمعنا شخصا يصيح ثم امرأة تصرخ قائلة ‘ادخلوا’ فركضنا إلى الداخل واختبأنا تحت الطاولة".
وقال وزير الداخلية جيرار كولوم للصحفين إن المصابين الأربعة تجاوزوا مرحلة الخطر.
وأظهرت صورة اطلعت عليها رويترز، وقال مصدر إنها للمهاجم، شابا عاري الصدر وملتحيا ويرتدي سروالا أسود يرقد على الأرض ويتلقى المساعدة من أفراد خدمة الطوارئ.
وقالت شاهدة تدعى ساره جوس "سمعنا إطلاق نار، رصاصتين... امتلأ الشارع برجال الشرطة والإطفاء وحاولوا إنعاشه (المهاجم)".
وفي أكتوبر تشرين الأول، في واقعة مشابهة لما حدث يوم السبت، قتل رجل امرأتين طعنا في مدينة مرسيليا الساحلية وأردته الشرطة قتيلا.
وكانت أعنف الهجمات التي تعرضت لها فرنسا في الأعوام الثلاثة الأخيرة قد وقعت في باريس في نوفمبر تشرين الثاني 2015 وأسفرت عن مقتل 130 شخصا.
(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)