من نضال المغربي ومايان لوبل
حدود غزة (رويترز) - قال مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني إن قوات الأمن الإٍسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 28 فلسطينيا على طول الحدود مع غزة يوم الاثنين فيما تدفق محتجون على الحدود في اليوم الذي تستعد فيه الولايات المتحدة لافتتاح سفارتها في القدس.
وكان هذا أعلى عدد من القتلى الفلسطينيين يسقط في يوم واحد منذ بدأت سلسلة الاحتجاجات المسماة مسيرة العودة الكبرى عند الحدود مع إسرائيل يوم 30 مارس آذار ومنذ حرب غزة في 2014.
وذكر مسؤولو الصحة أن عدد المصابين بلغ نحو 900 فلسطيني بينهم نحو 450 مصابا بالذخيرة الحية.
وتجمع عشرات الآلاف عند الحدود يوم الاثنين واقترب بعضهم من السياج الحدودي الإسرائيلي الذي تعهد قادة إسرائيل بعدم السماح للفلسطينيين بعبوره. وتصاعد الدخان الأسود فوق الحدود نتيجة حرق المتظاهرين لإطارات السيارات.
وقال مدرس علوم في غزة يدعى علي رفض عدم نشر اسم عائلته "اليوم هو اليوم الكبير، اليوم ندخل الحدود لنقول لإسرائيل والعالم إننا لن نقبل أن نبقى تحت الاحتلال إلى الأبد".
وأضاف "سيكون هناك شهداء، ربما الكثير من الشهداء، ولكن العالم سيسمع رسالتنا وهي أن الاحتلال يجب أن ينتهي".
وفي وقت لاحق يوم الاثنين سيحضر زعماء إسرائيليون ووفد أمريكي يضم وزير الخزانة ستيفن منوتشين وإيفانكا ابنة الرئيس دونالد ترامب وزوجها جاريد كوشنر مراسم افتتاح السفارة.
وكتب ترامب الذي أجج غضب العرب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر كانون الأول على تويتر قائلا "إنه يوم عظيم لإسرائيل".
وعبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مشاعر مماثلة.
وكتب نتنياهو على تويتر قائلا "يا له من يوم مؤثر لشعب إسرائيل ودولة إسرائيل".
ومن بين قتلى يوم الاثنين صبي في الرابعة عشرة من عمره ومسعف ورجل مقعد نشرت له صور على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يحمل مقلاعا.
وقال الجيش الإسرائيلي إن ثلاثة من القتلى نشطاء مسلحون حاولوا زرع متفجرات قرب السياج في جنوب قطاع غزة.
وبهذا العدد يصل عدد القتلى الإجمالي من الفلسطينيين إلى 73 منذ بدأت الاحتجاجات يوم 30 مارس آذار. ولم ترد تقارير عن سقوط قتلى أو مصابين إسرائيليين.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "قوات الدفاع الإسرائيلية ستتحرك بقوة ضد أي نشاط إرهابي وستعمل لمنع أي هجمات ضد الإسرائيليين".
وأثار عدد القتلى انتقادات دولية لكن الولايات المتحدة كررت اتهام إسرائيل لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالتحريض على العنف وهو اتهام تنفيه الحركة.
* "خطوة تأخرت كثيرا"
قال جيسون جرينبلات مبعوث ترامب للسلام في الشرق الأوسط على تويتر "اتخاذ الخطوة التي تأخرت كثيرا بنقل سفارتنا ليس ابتعادا عن التزامنا القوي بتسهيل اتفاق سلام دائم. بل إنه شرط أساسي لذلك".
لكن رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله قال إن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر كانون الأول ونقل السفارة هناك بأنه انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية.
وثار غضب الفلسطينيين، الذين يريدون دولة لهم عاصمتها القدس الشرقية، بسبب تغيير ترامب لسياسات الإدارات السابقة التي كانت تفضل بقاء السفارة الأمريكية في تل أبيب ريثما يتحقق تقدم في مساعي السلام.
ومن المنتظر أن تتصاعد الاحتجاجات يوم الثلاثاء فيما يحيى الفلسطينيون ذكرى "يوم النكبة" عندما طرد مئات الآلاف من منازلهم عام 1948.
وفي لندن قالت الحكومة البريطانية إنها لا تخطط لنقل سفارتها في إسرائيل للقدس من تل أبيب وجددت اختلافها مع القرار الأمريكي.
وقالت الحكومة الروسية إنها تخشى أن يزيد نقل السفارة التوترات في الشرق الأوسط.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير منير البويطي)