بيروت (رويترز) - ذكر الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله يوم الاثنين أن هجوما صاروخيا من سوريا على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل الأسبوع الماضي مثّل "مرحلة جديدة تماما" في الحرب السورية وأظهر أن دمشق وحلفاءها لن يسمحوا أن تمر الهجمات الإسرائيلية في سوريا دون رد.
وقالت إسرائيل إن الهجوم شنه الحرس الثوري الإيراني الذي أسس حزب الله الشيعي في لبنان عام 1982. وانتشرت القوات الإيرانية وحزب الله في سوريا دعما للرئيس بشار الأسد.
وأضافت إسرائيل أنها هاجمت كل البنية التحتية العسكرية الإيرانية في سوريا تقريبا يوم الخميس بعد أن أطلقت قوات إيرانية صواريخ على أراض تحتلها إسرائيل للمرة الأولى في قصف متبادل هو الأوسع نطاقا بين العدوين.
وقال نصر الله في خطاب تلفزيوني إنه جرى إطلاق 55 صاروخا في الهجوم يوم الخميس الماضي، وهو ما يقارب ثلاثة أضعاف العشرين صاروخا التي قالت إسرائيل إنها أسقطتها أو لم تصب أهدافها خلال الهجوم.
ولم يذكر نصر الله ما إذا كان حزب الله قد شارك في هذا الهجوم.
وقال نصر الله "الرسالة (من الصواريخ التي استهدفت الجولان المحتل هي) أنه لا القيادة السورية ولا الجيش السوري ولا الشعب السوري ولا حلفاء سوريا يسمحون بأن تبقى سوريا مستباحة أمام الاعتداءات الإسرائيلية وجاهزون لأن يذهبوا إلى أبعد مدى".
وأشار إلى أن إسرائيل حاولت إخفاء حجم الهجوم وأهميته. وقال "نحن أمام مرحلة جديدة في سوريا وما حصل كسر الهيبة الإسرائيلية والتهديد بقطع اليد التي تمتد للجولان انتهى".
وتخشى إسرائيل أن تكون إيران وحليفها حزب الله تعملان على تحويل سوريا إلى جبهة قتال جديدة معها، ووجهت ضربات لمواقع سورية عدة مرات خلال الحرب، منها مواقع للجيش السوري وأخرى لحزب الله وما وصفته بمواقع تدعمها إيران.
وكانت إيران تعهدت قبل هجوم الأسبوع الماضي بالرد على مقتل سبعة من جنودها في قاعدة جوية سورية في أبريل نيسان جراء ما يعتقد بأنها ضربة جوية إسرائيلية.
وتعتبر إسرائيل إيران أكبر تهديد لها، واستهدفت مرارا قواتها وفصائل متحالفة معها في سوريا.
وقال نصر الله إن "الرسالة التي أوصلها هذا الهجوم الصاروخي للإسرائيليين ولحكومة العدو وكانت مدوية ...إنه إذا أنت تظن أنك تستطيع أن تستمر هكذا وتطلع في سوريا وتقصف وتقتل وتدمر ولم تلق أي رد فعل على الإطلاق وتكتفي بالتهديد والتهويل والعالم لا يرد أنت مخطئ ... والرد سيكون بالشكل المناسب وفي الوقت المناسب وفي المكان المناسب وبالطريقة المناسبة".
وذكرت إسرائيل أن فيلق القدس هو الذراع المسؤولة عن العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني هو الذي أطلق الصواريخ. وقال البيت الأبيض في بيان "نشر النظام الإيراني أنظمة صواريخ هجومية في سوريا تستهدف إسرائيل هو تطور غير مقبول وبالغ الخطورة لمنطقة الشرق الأوسط بأسرها".
وقال نصر الله إن إسرائيل لم تضرب مواقع استراتيجية خلال هجماتها في سوريا.
وأضاف "أريد أن اكشف لكم سرا أنه تم إبلاغ حكومة العدو من خلال جهة دولية أن الرد الإسرائيلي على سوريا لو تجاوز الخطوط الحمراء فان القصف الثاني سيكون في قلب فلسطين المحتل" في إشارة إلى حدود إسرائيل ما قبل عام 1967.
وفي وقت سابق يوم الاثنين، قال الشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله إن الهجوم أكد على "توازن الردع" بين إسرائيل وخصومها.
(اعداد ليلى بسام للنشرة العربية- تحرير علي خفاجي)