- Investing.com على الرغم من أن الوضع يبدو أهدأ من الشهر الماضي، إلا أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين مازالت موجودة، ومازال لها تأثير على الأسواق العالمية، تلك التوترات التي أطلق الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" شرارتها عندما أعلن فرض رسوم تجارية على واردات أمريكا من الصلب والألومنيوم، وهدد بفرض رسوم تصل قيمتها لـ 50 مليار دولار على واردات بلاده من سلع ومنتجات صينية، الأمر الذي دفع الصين للتحرك وفرض رسوم على السلع الأمريكية هي الأخرى.
تناولت "بي بي (LON:BP) سي" هذه المشكلة من منظور تاريخي، وركزت على كيفية تعامل بكين وواشنطن من الناحية التجارية، حتى تتضح الأمور أكثر، فمنذ انتهاء الثورة الأمريكية عام 1783 وتحرير أمريكا تجارتها من السيطرة البريطانية حاول المواطنون في هذا الوقت خلق ثروات بالسوق الصيني.
في البداية ترددت الصين في فتح أبوابها أمام التجارة الخارجية، وقررت الاعتماد والاكتفاء بنفسها، الأمر الذي دفعها لفرض قيود مثل استخدام الفضة فقط كوسيلة للدفع، وتحديد التعاملات التجارية مع الغرب في مدينة "جوانجتشو" بالقرب من هونج كونج.
واجه التجار الأمريكيون الكثير من المشكلات والصعوبات كان أبرزهم التعرف على المنتجات التي ترغب الصين في شراءها، وعلى الجانب الآخر كان التجار الصينيون يحصدون المزيد من الأموال من بيع منتجات للأمريكيين، ومن هنا بدأت الصين تثبت أقدامها في السوق العالمي، حتى أصبحت ثاني أكبر اقتصاد بالعالم.
وحتى الآن مازالت بكين لديها رغبة في الاعتماد على مواردها والاكتفاء بنفسها، وربما يكون هذا هو سبب فرضها رسوم جمركية عالية على المنتجات الأجنبية وتقييد دخول الشركات الأجنبية لأسواقها، وإجبارها على نقل تكنولوجيا صناعاتها للسوق المحلي، وتغض بصرها عن حقوق الملكية الفكرية في أغلب الأوقات.
مازال الصينيين يتذكرون جيدًا الفترة التي اضطرت فيها بكين لفتح أبوابها وأسواقها التجارية أمام الغرب، ففي القرن التاسع عشر، لجأت الدول الأوروبية إلى القوة العسكرية حتى تتمكن من اقتحام السوق الصيني وجني المزيد من الأرباح من ورائها، وقامت أمريكا وبريطانيا بتهريب مخدرات إلى الشعب الصيني فيما عرف بـ "حرب الأفيون".
كما أن اليابان أجبرت الصين على توقيع معاهدات غير عادلة مكنت الأجانب من تأسيس قواعد اقتصادية في الصين، بالإضافة إلى أن الصين مرت بعقود من الأزمات الاقتصادية القوية بسبب الشيوعية، ولهذا كله يعتبر الصينيون التجارة بمثابة لعبة غير عادلة، لأنهم يروا أن من حقهم تحقيق فائض تجاري ضخم من أمريكا.
أشار بعض المحللين أن علم النفس يلعب دور مهم وفعال في فهم استراتيجية الصينيين في البيع والشراء والتفاوض التجاري خاصة أن وجوههم دائمة مبتسمة خلال المعاملات، وهذه وسيلة يستخدمونها للخداع من أجل الحصول على أعلى سعر ممكن.