من أيدان لويس
تونس (رويترز) - قالت الأمم المتحدة يوم الخميس إن احتدام القتال في مدينة درنة بشرق ليبيا له تأثير مدمر على المدنيين مع منع دخول موظفي الإغاثة الإنسانية لتوصيل مساعدات ضرورية.
وتحاصر قوات موالية للقائد الليبي في شرق ليبيا خليفة حفتر درنة منذ فترة طويلة. وتحاول تلك القوات السيطرة على المدينة من يد تحالف من مقاتلين محليين وإسلاميين يعرف باسم مجلس شورى مجاهدي درنة.
ودرنة الواقعة على الساحل على بعد نحو 266 كيلومترا عن الحدود مع مصر هي المدينة الوحيدة الكبرى في شرق البلاد التي لا تخضع لسيطرة الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر.
وكثف الجيش الوطني الليبي حملته على المدينة هذا الشهر بعد عودة حفتر من رحلة علاجية في باريس. وشن الجيش الوطني الليبي هجمات برية على معارضيه على مشارف درنة.
وقالت ماريا ريبيرو منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في ليبيا إن احتدام الصراع تسبب في حاجة عاجلة إلى توصيل المساعدات الإنسانية فيما رفضت العديد من مطالبهم في هذا الشأن.
وأضافت في بيان "النقص في الأدوية والمستلزمات الطبية يتواصل ليصل إلى مستويات حرجة وترد تقارير تفيد بنقص في الأغذية".
وأضافت "استمرار حصار درنة وتصعيد النزاع له أثر مدمر على المدنيين الذين يخشون على حياتهم".
وحتى هذا الشهر اقتصرت حملة الجيش الوطني الليبي إلى حد كبير على بعض الضربات الجوية وعمليات القصف من حين لآخر على درنة.
كما شنت مصر، التي تساند الجيش الوطني الليبي، ضربات جوية في درنة استهدفت ما قالت إنها معسكرات تدريب ترسل متشددين إلى مصر لتنفيذ هجمات.
ويقول الجيش الوطني الليبي إن خصومه في درنة مرتبطون بتنظيم القاعدة. ووضع تنظيم الدولة الإسلامية أيضا موطئ قدم له في درنة في 2014 لكن مجلس شورى مجاهدي درنة طرد التنظيم بعد ذلك من المدينة.
وحفتر موال لبرلمان وحكومة انتقلا إلى شرق ليبيا بعد قتال في طرابلس عام 2014. ويعارض حفتر الحكومة المعترف بها دوليا ومقرها العاصمة.
ويقول حفتر إنه يحاول تخليص ليبيا من خطر الإسلاميين المتشددين. ويتهمه منتقدون بأنه يصم كل معارضيه بأنهم "إرهابيون" فيما يسعى لتعزيز نطاق نفوذه.
وقال حفتر في خطاب لقواته يوم الثلاثاء إنه ليس هناك خيار تبقى لهم في درنة سوى سحق الإرهابيين بعد أن رفضوا كل مساعي السلام على حد قوله. وحث أيضا أسر مقاتلي مجلس شورى مجاهدي درنة على الضغط على ذويهم للاستسلام للجيش الوطني الليبي ليتسنى تقديمهم إلى محاكمة عادلة على حد وصفه.
ونقل بيان الأمم المتحدة عن تقارير تفيد بأن مئات الأسر شردت بسبب القتال الذي دار في الآونة الأخيرة في درنة وأن طفلا واحدا على الأقل قتل.
وقالت ريبيرو في البيان "أناشد جميع الأطراف بأن تسمح فورا بوصول آمن وغير مقيد إلى درنة للجهات الفاعلة في المجال الإنساني والسلع الإنسانية الضرورية والعاجلة".
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)