Investing.com - قام الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" بإلقاء خطاب حماسي على شعبه من أجل أن يستعيد ثقتهم مرة أخرى في الليرة التركية التي كادت أن تنهار تماماً منذ أيام، فقد قال في خطابه أنه يجب على من قاموا بتحويل أموالهم إلى يورو ودولار أن يبدأوا في تحويلها مرة أخرى إلى الليرة، لافتا إلى ضرورة التكاتف الشعبي لتخطي هذه العقبة، وقد وجه "أردوغان" حديثه إلى صغار المدخرين الذين يمتلكون المئات أو الآلاف من الدولارات أو اليورو التي احتفظوا بها بعد أن قاموا بتحويلها من الليرة التركية تحسبا لمثل هذه الأيام، وخوفا من انهيارها.
وتعتبر الليرة المنخفضة بمثابة الوحش القاتل الذي ينتظر الشركات التركية التي وصلت مديونيتها إلى رقم لا يستطيع أن يصدقه العقل وهو 70% من إجمالي الناتج المحلي منذ بداية العام الجاري 2018، حيث أن ما يزيد عن نصف هذا الدين بالعملات الأجنبية مثل الدولار الأمريكي واليورو الأوروبي، حيث أنه إذا شهدت الليرة التركية مزيدا من التراجع والهبوط، فإن ذلك سوف سيتسبب في ارتفاع تكلفة خدمة الدين على الشركات والمؤسسات، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى تآكل ميزانياتها وأرباحها.
ومما تجدر الإشارة إليه أن "رجب أردوغان" قد قام بتوريط نفسه من خلال فوزه المحتمل في انتخابات الرئاسة التركية القادمة، حيث أن الاقتصاد التركي يحتاج بشكل واضح إلى المساعدة والإنتعاش، ولكن العملة الوطنية التركية هي التي يتم التضحية بها من أجل انقاذ الاقتصاد المحلي، وهنا يأتي التساؤل حول إن كان "أردوغان" سوف يلجأ إلى جعل الليرة هي كبش الفداء، وذلك على خلفية الانهيار الذي أصابها خلال 2001 والذي لعب دورا كبيرا في وصوله إلى منصب رئيس الوزراء وتحكمه بالسلطة منذ ذلك الوقت وحتى الآن، أم أنه يمتلك طريقة أخرى لإنتشال البلاد من تلك الأوضاع المتردية.
من الجدير بالذكر أن الأشياء التي تسببت في حدوث انهيار سوق الأسهم والليرة متوفرة في الوقت الحالي، كما أنها متركزة على اعتماد الاقتصاد على المديونية المرتفعة خلال عدم الاستقرار السياسي الذي تعاني منه البلاد حالياً، والذي من الممكن أن ينتهي بفوز "رجب طيب أردوغان" بالانتخابات الرئاسية القادمة، ذلك في حين أن إرجاع حالة الاستقرار للاقتصاد مرة أخرى يحتاج إلى العديد من العوامل التي يصعب توفيرها في الوقت الحالي، والتي من أهمها توفير استقرار سعر الصرف من أجل طمئنة المستثمرين واعادة ثقة الشعب التركي في الليرة مرة أخرى.