من جابريلا باكزينسكا
بروكسل (رويترز) - قال مفاوض بارز من المعارضة السورية يوم الخميس إن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم من إيران يفتح المجال لزيادة الضغط على طهران لوقف دعمها العسكري للرئيس السوري بشار الأسد.
وكان نصر الحريري من هيئة التفاوض السورية يتحدث في بروكسل في الوقت الذي أعلن فيه الأسد أن على القوات الأمريكية الرحيل عن سوريا لأن سكان الشرق الأوسط سئموا الغزاة الأجانب.
ورد الحريري على تصريحات الأسد بالقول إن روسيا وإيران تحاربان بالنيابة عن الأسد في الحرب السورية وساعدتاه على استعادة مساحات كبيرة من الأراضي من مقاتلي المعارضة والجماعات الإسلامية. وذكر أن هناك الآن نحو مئة ألف مقاتل إيراني أو مرتبط بإيران في البلاد.
وقال الحريري "دور إيران يكبر شيئا فشيئا على حساب شعبنا. لذا فنحن ندعم أي آلية دولية قد تحجم نفوذ إيران في المنطقة بشكل عام وفي بلدنا بشكل خاص".
وأضاف "لا نستطيع فصل... البرنامج النووي (الإيراني) عن برنامج طهران الصاروخي وسلوك إيران الخبيث في منطقتنا".
وفي وقت سابق من مايو أيار، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الذي رفعت بموجبه القوى العالمية بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران مقابل كبح برنامجها النووي.
ويحاول الاتحاد الأوروبي الآن الإبقاء على الاتفاق لأنه يرى أنه يمثل عنصرا رئيسيا في الأمن الدولي.
لكن بعض دول الاتحاد الأوروبي تشاطر ترامب غضبه من التدخل العسكري الإيراني في الشرق الأوسط بما في ذلك في اليمن وتريد تقييد قدرات طهران الصاروخية أيضا.
وأجرى الحريري محادثات مع فيدريكا موجيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بهذا الشأن يوم الخميس.
وقال الحريري "في وجود إيران والميليشيات الإيرانية في بلادنا لن يكون هناك حل سياسي تفاوضي. لن يكون هناك حل في ظل وجود هؤلاء الشركاء الأجانب. نبحث عن سبل لإجبار إيران على الخروج من سوريا".
وبدعم موسكو وطهران، يبدو الأسد الآن أقوى في الحرب التي أودت بحياة نصف مليون شخص وشردت ستة ملايين آخرين داخل سوريا فضلا عن فرار خمسة ملايين لاجئ منهم من لجأ إلى الاتحاد الأوروبي.
لكن الحريري قال إن ثلاث سنوات من الاعتماد على التدخل العسكري الروسي لا تكفي لتأمين نصر حاسم للأسد وإن دمشق قد تخسر الحرب لو انسحبت موسكو.
وقال الحريري "شائعة أن النظام انتصر في الحرب غير صحيحة. بناء على الوضع الحالي، لا يمكن للنظام إعلان أي نصر مستقر". وأضاف أن روسيا يجب أن تكون جادة بشأن محادثات السلام الدولية إن أرادت مخرجا.
ويدعم الاتحاد الأوروبي بقوة أيضا محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة بشأن سوريا لكنها لم تحقق تقدما يذكر منذ بداية الصراع في 2011 ويرجع ذلك بشكل كبير إلى أن روسيا والولايات المتحدة تدعمان أطرافا متصارعة في الحرب.
(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)