Investing.com - أصبحت العقوبات الامريكية التي تم فرضها على إيران بعد قرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران الذي عُقد في 2015 لها آثارعلى الاقتصاد الإيراني، وذلك في ظل الكثير من السلبيات مثل فرض الحظر المالي، وانهيار العملة الوطنية لطهران.
ومن المقرر أن يتم بدء فرض الجولة الأولى من العقوبات في أول شهر أغسطس القادم، حيث أن الحكومة الإيرانية لن تستطيع الحصول على الدولار الأمريكي، وأنها لن تتمكن من الاتجار في الفولاذ والمواد الصناعية الأخرى، كما أنها ستتسبب في معاناة محدودي الدخل، وفقد الكثيرين لوظائفهم.
وحول تأثير العقوبات على إيران، قال "مايك بومبيو" أن حكومة "ترامب" تبحث عن النتائج التي تنفع الشعب الإيراني، في حين أن آخرين يرون أن هذه العقوبات سيكون لها تأثير سلبي كبير على الناس بمختلف طبقاتهم الاجتماعية.
ومؤخراً شهدت العملة الإيرانية هبوطا حادا قرب أدنى مستوى لها، مما دفع الإيرانيين إلى سحب مدخراتهم من البنوك وتحويلها إلى دولار، حيث أن الحكومة حددت سعر رسمي وهو 42500 ريال مقابل الدولار الواحد، وقد قامت الحكومة الإيرانية بعدم السماح لأي مواطن بالاحتفاظ بما يزيد عن 12 ألف دولار، وذلك من أجل الحد من ادخار العملة الصعبة، ولكن لا يوجد أحد قد إلتزم بهذا القرار.
وقد صرح عدد من المسؤولين في طهران أنهم قد تمكنوا بشكل جزئي من تفادي العقوبات الأقوى التي تم فرضها من قبل، الأمر الذي جعلهم طموحين إلى مواصلة بيع النفط لأوروبا وآسيا، في حال لم تسجل هذه المبيعات تراجع شديد، ويبقى السعر عند 70 دولار للبرميل، فمن الممكن أن تستمر الحكومة في دفع الرواتب لموظفي الخدمة المدنية في الهيئات الحكومية.
وقال الخبير الاقتصادي "سعيد ليلاز" أننا ليس في حاجة إلا أن نصدر 2 مليون برميل يومياً، كما قال "فريبورز رئيس دانا" الاقتصادي اليساري أن النخب الإيراني استطاع أن يجد آلية لجعل هذه العقوبات في خدمته وخلق ثروة ضخمة لرجال الأعمال والمستثمرين.
وأشار تقرير لإحدى المواقع الإلكترونية الإيرانية إلى أن الوضع الاقتصادي الحالي يعاني من انهيار كامل، ويتدهور بسبب تقلبات سعر صرف الريال الإيراني، والعقوبات، والفساد المالي والكثير من الأمور الأخرى.
وفي نفس السياق قال الخبير الاقتصادي "إبراهيم رزاقي" أن الاقتصاد الإيراني يمر بأسوأ وقت على مر التاريخ، وأضاف أن تعافي الاقتصاد الإيراني ليس بالشيئ الهين، وحذر من غضب الشعب وبالأخص الفقراء لعدم قدرتهم على تحمل الفقر وهذه الظروف لمدة أطول من ذلك.
وذكرت بعض التقارير الأمريكية أن الانهيار الذي يعاني منه الاقتصاد الإيراني نتيجة للإنفاق المهول على التدخلات العسكرية في دول المنطقة.