بيروت/أنقرة (رويترز) - قالت وحدات حماية الشعب الكردية السورية يوم الثلاثاء إن مستشاريها العسكريين سيغادرون مدينة منبج وذلك بعد يوم من إعلان تركيا والولايات المتحدة عن توصلهما لاتفاق بشأن إدارة المنطقة يتضمن انسحاب الوحدات وهو ما طالبت به تركيا منذ وقت طويل.
ووفقا لخارطة الطريق التي اتفقت عليها أنقرة وواشنطن بشأن منبج الواقعة قرب حدود سوريا الشمالية مع تركيا فسوف يعمل البلدان سويا على حفظ الأمن والاستقرار هناك.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية وامتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يخوض تمردا منذ ثلاثة عقود على الأراضي التركية. وتعتبر واشنطن الوحدات حليفا مهما في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وقالت وحدات حماية الشعب في بيان إن قواتها انسحبت من منبج في نوفمبر تشرين الثاني 2016 بعد وقت قصير من دحر تنظيم الدولة الإسلامية هناك وإن مستشاريها العسكريين الذين ظلوا بالمدينة لتقديم العون لمجلس منبج العسكري سينسحبون أيضا.
وجاء في البيان "نؤكد بأن قواتنا ستلبي النداء فيما إذا اقتضت الحاجة أن نقدم الدعم والعون لأهلنا في منبج عندما يقتضي الأمر ذلك".
وفي واشنطن رحب المسؤولون الأمريكيون بالإعلان.
وقال مسؤول أمريكي للصحفيين "هؤلاء المستشارون موجودون هناك بالأساس لضمان الدفاع عن المدينة إذا تعرضت لهجوم عسكري... الوضع مختلف، في غياب التهديد بعمل عسكري".
وأضاف "لذلك فنحن نشجع ذلك الإعلان وسنواصل العمل مع كل الأطراف لتنفيذ خارطة الطريق كما جرى الاتفاق عليه بين الوزير (بومبيو) ووزير الخارجية (التركي) أمس".
ولم يحدد المسؤولون الأمريكيون، الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، إطارا زمنيا لخارطة الطريق وقالوا إنه لا تزال هناك حاجة إلى مفاوضات حول التفاصيل وإن التنفيذ سيتوقف على التطورات على الأرض.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو يوم الثلاثاء إن سلاح مقاتلي وحدات حماية الشعب سينزع لدى مغادرتهم منبج إلى شرقي نهر الفرات.
* غضب تركيا
شعرت تركيا بالغضب لدعم الولايات المتحدة لقوة تهيمن عليها وحدات حماية الشعب في شمال سوريا وتعهدت هذا العام بطرد المقاتلين الأكراد من منبج مما أثار احتمال حدوث مواجهة مع القوات الأمريكية المتمركزة معها.
وتخشى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) منذ وقت طويل أن تصبح منبج نقطة ساخنة في سوريا مع وقوع اشتباك بين القوات المدعومة من الولايات المتحدة والتي طهرت المدينة من مقاتلي الدولة الإسلامية وبين القوات التركية.
واتفق تشاووش أوغلو ونظيره الأمريكي مايك بومبيو خلال محادثاتهما في واشنطن يوم الاثنين على خارطة طريق للتعاون بشأن منبج في وقت تشهد فيه العلاقات بين البلدين توترا كبيرا بشأن السياسة تجاه سوريا وبسبب قرار واشنطن في ديسمبر كانون الأول نقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس.
وقال أوغلو للصحفيين في إقليم أنطاليا بجنوب تركيا إن العمل المشترك على خارطة الطريق المتفق عليها سيبدأ خلال عشرة أيام وسينفذ في غضون ستة أشهر. وقال إن هذا النموذج يتعين أن يطبق على الرقة وكوباني ومناطق أخرى تسيطر عليها وحدات حماية الشعب.
وأضاف أوغلو "وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية ولا يمكن أن يكون لها أي دور في أي مدينة. لا يمكن أن نسلم أي منطقة أو مدينة إلى منظمة إرهابية".
(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)