من طولاي كارادينيز وأحمد أبو العينين
أنقرة/بغداد (رويترز) - ذكر مسؤولون يوم الخميس أن تركيا أوقفت مؤقتا ملء سد إليسو الضخم على نهر دجلة بعد شكوى من العراق الذي يعاني نقصا في المياه.
وقال السفير التركي لدى بغداد ووزير المياه العراقي كذلك إن البلدين اتفقا على أنه عندما تستأنف أنقرة ملء السد في يوليو تموز فستسمح بتدفق مياه كافية إلى العراق.
وسيولد السد، الذي استغرق بناؤه 20 عاما، الكهرباء لمنطقة كبيرة في جنوب شرق تركيا. لكنه يواجه انتقادات كبيرة لما له من أثر على البيئة وعلى عشرات الآلاف من القرويين الذين سينزحون عن ديارهم، إذ ستغرق مياهه بلدة عمرها 12 ألف عام.
وبدأت تركيا ملء سد إليسو الأسبوع الاضي مما غذى المخاوف من نقص المياه في العراق. وكانت أنقرة أجلت بالفعل البداية المقررة لتلك العملية لثلاثة أشهر بناء على طلب بغداد.
وقال السفير التركي لدى العراق فاتح يلدز على حسابه على تويتر إن تركيا أوقفت ملء السد بناء على أوامر من الرئيس رجب طيب إردوغان لتبديد مخاوف العراق.
وأضاف يلدز "يجري تحويل مياه دجلة حتى هذه اللحظة إلى العراق دون أن تذهب نقطة منها إلى إليسو... أظهرنا مجددا من خلال القرار الثاني أن بإمكاننا تقديم احتياجات جارتنا على احتياجاتنا".
وأفاد بأن ملء السد سيستأنف في الأول من يوليو تموز، مضيفا أن المياه ستظل تتدفق إلى العراق وفقا للاتفاقيات الموقعة بين البلدين.
* "مشروع عملاق"
وقال وزير الموارد المائية العراقي حسن الجنابي إن بغداد طلبت التأجيل وإن البلدين اتفقا على طريقة لملئه تسمح بضخ مياه كافية إلى العراق.
وأضاف الجنابي في مؤتمر صحفي في بغداد أن العراق طلب تأجيل ملء السد حتى نهاية يونيو حزيران وإن تركيا وافقت مما أسعد بغداد. وذكر أن طريقة ملء السد أمر مهم للغاية وأن الجانبين توصلا إلى طريقة تضمن مصالح العراق.
ويتدفق 70 في المئة من موارد المياه العراقية من دول مجاورة، خاصة في نهري دجلة والفرات اللذين ينبعان من تركيا.
والسد، الذي وافقت الحكومة التركية على تشييده عام 1997، جزء رئيسي من مشروع جنوب شرق الأناضول في تركيا والهادف إلى تحسين أوضاع أفقر أقاليمها وأقلها تطورا.
لكن شركات تأمين اعتمادات التصدير الغربية انسحبت من المشروع قائلة إنه لم يف بالمعايير الدولية الخاصة بالبيئة والحفاظ على التراث الثقافي. وحصلت الحكومة لاحقا على ائتمان من ثلاثة بنوك محلية لمواصلة الإنشاء.
وفي تجمع انتخابي قبل أسبوعين، وصف إردوغان السد الذي بلغت كلفته تسعة مليارات ليرة (ملياري دولار) بأنه "مشروع عملاق حقا" وقال إنه سيبدأ توليد الكهرباء العام المقبل.
ولدى الانتهاء من ملئه فسيغرق السد كليا أو جزئيا 199 قرية وبلدة حصن كيفا التي بنيت قبل 12 ألف عام ويسكنها 78 ألف شخص حسبما جاء في تقرير لجماعة (مبادرة إنقاذ حصن كيفا).
واستخدم الرومان حصن كيفا معقلا لصد الفرس. ودمر المغول البلدة لاحقا وأعاد الأتراك السلاجقة بناءها في القرن الحادي عشر. وتم نقل بعض المباني القديمة إلى منطقة قريبة. (الدولار يساوي 4.4950 ليرة)
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)