بنغازي (ليبيا) (رويترز) - قالت قوات موالية للقائد الليبي خليفة حفتر إن حملتها ضد تحالف مسلح من مقاتلين محليين وإسلاميين في مدينة درنة بشرق البلاد بلغت مراحلها الأخيرة بعد عدة أيام من القتال العنيف.
وشنت كتائب من الجيش الوطني الليبي الذي يقوده حفتر هجوما بريا للسيطرة على درنة الشهر الماضي بعد أن طوقت المدينة لمدة عامين. ودرنة آخر مدينة في شرق ليبيا لا تخضع لسيطرة الجيش الوطني الليبي.
ويهدد القتال بتقويض جهود تقودها الأمم المتحدة لإعادة توحيد ليبيا وإجراء الانتخابات بعد اضطرابات استمرت سنوات ووفرت ملاذا آمنا للمتشددين ومهربي البشر وشلت الاقتصاد الليبي المعتمد على النفط.
وحفتر هو الشخصية المهيمنة في شرق ليبيا ويتحالف مع حكومة وبرلمان يرفضان الحكومة المعترف بها دوليا في العاصمة طرابلس بشمال غرب البلاد.
ويقاتل الجيش الوطني الليبي تحالفا من جماعات مسلحة تعرف بقوة حماية درنة وتضم مقاتلين محليين وإسلاميين على صلة بجماعات في غرب ليبيا تناوئ حفتر.
ويقول الجيش الوطني الليبي إن قوة حماية درنة تضم مقاتلين على صلة بتنظيم القاعدة فضلا عن مقاتلين أجانب، وهو ما تنفيه القوة وتقول إنها تقاتل للدفاع عن درنة كي لا تقع تحت هيمنة قوات حفتر الذي يسعى للإمساك بزمام السلطة في البلاد.
وقال الجيش يومي السبت والأحد إنه تقدم في حي شيحا بعد أن قصفه بعدة ضربات جوية ووصل إلى حي المغار في وسط درنة، وهي ميناء على البحر المتوسط.
وقال العميد أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي "ما تبقى من المدينة خارج سيطرة قواتنا يعتبر منطقة نيران، ساحة معركة لصغرها وهي أقل من 10 كيلومترات مربعة فقط".
وأضاف "تم القبض على إرهابيين كثيرين والقضاء على الكثير منهم.
العمليات متواصلة وفي مراحلها الاخيرة والقتال عنيف جدا".
واستمرت الاشتباكات يوم الاثنين.
وأبدت الأمم المتحدة قلقها بسبب معاناة نحو 125 ألف شخص يقيمون في درنة يجدون صعوبة بالغة في الحصول على الطعام والمياه والرعاية الصحية والاتصالات.
وقال الجيش الوطني الليبي إنه يعمل على إصلاح الخدمات وإيصال الطعام للأجزاء التي تقدم فيها بالمدينة. وقال الهلال الأحمر إنه ساعد نحو 1800 أسرة خرجت من مناطق يستعر فيها القتال.
وتقع درنة على مسافة 265 كيلومترا من الحدود مع مصر إحدى القوى الخارجية التي تقدم الدعم لحفتر.
وناشدت منظمة العفو الدولية، المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، كل الأطراف إنقاذ أرواح المدنيين مع تقدم الجيش الوطني الليبي.
وقالت هبة مرايف المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية في بيان "نتلقى تقارير مروعة من درنة حيث ترك الحصار الطويل والقتال المحتدم المدينة على شفا كارثة إنسانية".
وأضافت "تستخدم أساليب الحصار لإلحاق معاناة غير ضرورية بعامة الناس من الرجال والنساء والأطفال الذين يعيشون الآن محاصرين مع تناقص الغذاء والماء والإمدادات الطبية ودون سبيل للخروج من هذا الوضع اليائس".
(إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)