Investing.com - تعد القمة المزمع إقامتها اليوم في مدينة سنغافورة والتي تجمع بين الرئيس الأمريكي وزعيم كوريا الشمالية واحدة من المحاولات التي سعت إليها كلا البلدين من أجل إيجاد حل نهائي للمشاكل القائمة بين البلدين، فهي ليست الأولى من نوعها، ولذلك فمن الممكن أن تحذر الأسواق بعض الشيء في تفاؤلها نحو نتائج هذه القمة.
ومن أهم هذه المحاولات تلك التي قام بها "بيل كلينتون" الرئيس الأسبق للولايات المتحدة الأمريكية في عام 1994 بتوقيع ورقة "إطار عمل"، وتعهدت كوريا الشمالية بأن تقوم بتجميد برنامج التسليح بالبلوتونيوم، وذلك في مقابل تعهد واشنطن ببناء مفاعلات نووية باستخدام المياه الخفيفة التي لا تمكن من تطوير سلاح نووي، ولكن هذا الاتفاق قد فشل مع قيام كوريا الشمالية بتشغيل منشآتها النووية الخاصة بعد الاتفاق ب 8 أعوام وتحديدا في 2002 الماضي.
وسعى كلا الجانبين أيضاً إلى محاولة أخرى كانت بين عامي 2003 و2007، وضمت كلاً من اليابان، والصين، والولايات المتحدة الأمريكية، وكوريا الشمالية والجنوبية، وروسيا، وقد حققت هذه المحادثات التي اشتركت فيها كل هذه الدول العظمى اختراقاً مهما مع تعهد "بيونج يانج" بالعودة مرة أخرى إلى اتفاقية حظر التخصيب، ولكن في عام 2006 حدثت الإنتكاسة، وذلك حين قامت كوريا الشمالية في ذلك الوقت بإجراء تجربة نووية مما أدى إلى فشل هذه المحادثات أيضاً.
وفي عام 2011 بدأت فترة حكم الرئيس "كيم يونج أون" لكوريا الشمالية، ومنذ أن تولى مقاليد الحكم قامت بلاده بالكثير من التجارب الصاروخية والنووية.
وقد كادت كوريا الشمالية أن تتسبب في حرب مع جارتها كوريا الجنوبية، وذلك نتيجة توجيه الأولى العديد من التهديدات للثانية، وبعد ذلك أعلنت "بيونجيانج" في يناير المنصرم أنها على استعداد تام بأن تجري محادثات ومناقشات مع جارتها الجنوبية، وكان نتيجة لذلك انعقاد اجتماع قمة بين كلاً من زعيم كوريا الشمالية وزعيم كوريا الجنوبية، وفي هذا الاجتماع أعلن الرئيس "كيم يونج أون" عن وقف التجارب النووية.
ومن الطبيعي أن هذا التاريخ المليء بتردد الآراء وانتهاك الاتفاقيات يتسبب في جعل المستثمرين في حذر شديد من تفاؤلهم حول قمة اليوم.
ومما تجدر الإشارة إليه أنه يوجد بعض العوامل التي تبقي رد فعل السوق ضعيف بعض الشيء تجاه القمة المقامة اليوم في سنغافورة، ومنها عدم التأكد بأنه يوجد عدد من الفرص المتاحة أمام كبرى الشركات الأجنبية، والأمريكية، في كوريا الشمالية، حيث أن التوقعات تقول بأن الشركات الصينية هي التي ستستفيد بأكبر شكل، وذلك بسبب موقعها الجغرافي القريب.