💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

المكسيك.. قصة 20 عامًا بين الديون والصمود ضد الاحتلال العسكري

تم النشر 22/06/2018, 18:44
المكسيك

Investing.com - خرجت المكسيك من حرب أهلية منهكة تسببت في تدمير لمعظم الطرق، الأراضي الزراعية والمباني، ولم يجد وقتها رئيس البلاد بينيتو خواريز الكثير من الخيارات من أجل إعادة بناء الدولة أو في تدعيم خطوطه العسكرية وذلك بعد الركود الذي أصاب حركة التجارة الخارجية بالإضافة إلى إفراغ خزائن البلاد من الأموال.

واتخذ الكونجرس المكسيكي منذ أكثر من قرن من الزمان قرار من أجل إنقاذ البلاد، ألا وهو وقف جميع المدفوعات الخاصة بديون البلاد الخارجية، وذلك لمدة مؤقتة فقط قدرت بعامين، وذلك في محاولة منهم لاستعادة عافية الدول بعد الحرب الأهلية، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث أن الأجانب الذين كانوا يمتلكون سندات الحكومة في هذا الوقت، لم يعجبوا بهذا القرار وطلبوا التدخل من حكومات بلادهم.

وفي 31 أكتوبر من نفس العام، قامت كل من إسبانيا، بريطانيا وفرنسا بالتوقيع على اتفاقية تعاون دولي مشترك، تنص على تحصيل الديون بالقوة باعتبارهم قوى استعمارية كبرى في ذلك الوقت، وقد استندوا في هذا القرار إلى اتفاقية الدين التي كانت قد وقعتها المكسيك بين 1851-1853.

ولكن الولايات المتحدة الأمريكية لم يعجبها هذا الأمر، وصرحت بأنها ستدافع عن استقلالية المكسيك، ولكن في هذا الوقت لم تكن الولايات المتحدة بنفس القوة التي عليها الآن، فلم تكن قوية بالشكل الكافي الذي يجعلها تهدد بالتدخل عسكريًا في هذا الأمر، حيث كانت وقتها منشغلة في أزماتها الداخلية بعد انفصال عدد من ولايات الجنوب على النظام الفيدرالي في هذا الوقت.

وما كان منها إلا تقديم المساعدات المالية من أجل مساعدة المكسيك على دفع ديونها لهذه الدول الثلاث، لذا قدمت قرضًا بقيمة 9 مليون دولار من أجل هذا الغرض.

وفي سبتمبر من نفس العام، وافق لينكون، الرئيس الأمريكي في هذا الوقت على إلزام بلاده بدفع ديون المكسيك لبريطانيا لمدة 5 سنوات، على أن ترد المكسيك هذه الأموال إليهم بشكل لاحق، ولكن بفائدة 6%. .

وكان من المفترض أن يتم عمل ضمان بمساحات معينة من الأراضي المكسيكية لإعطاء البلاد القرض، ولكن مجلس الشيوخ رفض هذا.

أما بريطانيا فقد حاولت الاستفادة من هذه الأزمة في صالحها، حيث اقترح وزيرها المفوض وقتها بعقد اتفاق مع المكسيكيين، يلزم فيه الأخيرين بخفض أسعار رسوم الاستيراد التي كان يتم فرضها على المنتجات البريطانية المستوردة وذلك بنسبة 50%، ولكن هذا الاقتراح لم يلقى الترحيب من أصحاب السندات المكسيكية، حيث أن هذا الأمر لن يفيدهم، بل هو في مصلحة البلاد بشكل عام.

وقد ضم الاقتراح أيضًا، بند يسمح لممثلين عن القنصلية البريطانية بعملية الإشراف على منافذ المكسيك الجمركية وموانيها، ولكن رفضت المكسيك هذا، واعتبروه تدخل غير مقبول. لتنهار بعد ذلك المفاوضات، وتقرر بريطانيا تسوية الأمر بالقوة.

وفي نهاية العام، قررت القوات الثلاث الغزو على المكسيك، وكان أول من قام بهذا إسبانيا، ولحقتها بريطانيا في الرابع من يناير، وهكذا فرنسا التي كانت الأكبر عددًا بعد أربعة أيام فقط من وصول بريطانيا على الأراضي المكسيكية.

وأعلنت القوات الثلاث أنها قد اتخذت هذا القرار فقط كنوع من الضغط على المكسيك لدفع مديوناتها، ولكن فرنسا كان لديها رغبات مدفونة أخرى بغزو المكسيك والقضاء على النظام الجمهوري، وهو ما أوضعها في خلاف مع إسبانيا وبريطانيا، لينسحب الأخيرين ويعلنان أن اتفاقية أكتوبر التي جرت في 1861 لاغية.

بالفعل نفذت بريطانيا وإسبانيا انسحابهما الذي أستغرق عام كامل، ولكن في نفس الوقت أكملت فرنسا في خطتها واستطاعت هزيمة المكسيكيين واحتلال العاصمة، بل والإطاحة بالنظام الحاكم بأكمله.

وبالفعل أعلنت فرنسا تعيين فرديناند ماكسيميليان إمبرطورًا للبلاد في 1864، بعد استفتاء مزور. ويبدو أن فرديناند ماكسيميليان لم يكن أكثر من دمية تحركها فرنسا، حيث أقر وقتها بتحمل البلاد للنفقات التي صرفتها فرنسا في الغزو العسكري للمكسيك! هذا بالإضافة إلى دفع كل الديون الأجنبية للبلاد، بل أيضًا ورط المكسيك في المزيد من الديون، حيث قام بالحصول على قروض كبيرة من فرنسا بفوائد عالية جدًا، رغم أن البلاد لم تحصل حتى على نصف هذه المبالغ، بل حصلت عليها وزارة المالية الفرنسية، وهو ما يعني أن المكسيك مدينة بقروض لم تحصل عليها.

وفي 1867 انتهى الاحتلال الفرنسي، بعد أن قامت المقاومة المكسيكية بهزم القوات الفرنسية، وعاد بينيتو خواريز إلى مكانه رئيسًا للبلاد مرة أخرى، وبدوره، رفض الاعتراف بكل الديون التي كانت قد تكبتدتها البلاد في عهد ماكسيميليان. بل أيضًا تبرأ من كل الديون التي كانت قد حصدتها البلاد في عهد الرئيسين السابقين للبلاد. وسدد فقط 3 ملايين بيزو مكسيكي كان قد حصل عليها من الولايات المتحدة أثناء الحرب الفرنسية.

وبعد عودة الرئيس الشرعي للبلاد، حاولت بريطانيا الضغط للحصول على أموالها، ولكن كان رد الرئيس جرئ للغاية برفض دفع هذه الديون، لأن بريطانيا شاركت في الحملة العسكرية ضدها مع فرنسا والتي كان لها أطماع استعمارية. وانتهى الأمر بقبول كل البلاد للوضع الحالي، واستعادت المكسيك علاقتها الدبلوماسية مع فرنسا بشكل كامل في 1880.

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.